محتوى حديث المنزلة :
لو درسنا ـ بموضوعية وتجرّد ـ هذا الحديث ، وتجنّبنا الأحكام المسبّقة والتحججات الناشئة من العصبية ، لاستفدنا من هذا الحديث أنّ عليّا عليهالسلام كان له ـ بموجب هذا الحديث ـ جميع المنازل التي كانت لهارون في بني إسرائيل ـ إلّا النّبوة ـ لأنّ لفظ الحديث عام ، والاستثناء (إلّا أنّه لا نبيّ بعدي) يؤكّد هو الآخر هذه العموميّة ، ولا يوجد أيّ قيد أو شرط في هذا الحديث يخصصه ويقيّده.
وعلى هذا الأساس يمكن أن يستفاد من هذا الحديث الأمور التالية :
١ ـ إنّ الإمام عليا عليهالسلام أفضل الأئمّة بعد النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كما كان لهارون مثل هذا المقام.
٢ ـ إنّ عليا وزير النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعاونه الخاص وعضده ، وشريكه في قيادته ، لأنّ القرآن أثبت جميع هذه المناصب لهارون عند ما يقول حاكيا عن موسى قوله : (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي ، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) (١).
٣ ـ إنّه كان لعلي عليهالسلام ـ مضافا إلى الأخوة الإسلامية العامّة مقام الأخوة الخاصّة والمعنوية للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
٤ ـ إنّ عليّا عليهالسلام كان خليفة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومع وجوده لم يكن أي شخص آخر يصلح لهذا المنصب.
أسئلة حول حديث المنزلة :
لقد أورد بعض المتعصبين إشكالات واعتراضات على هذا الحديث والتمسك به لإثبات خلافة علي لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بلا فصل.
__________________
(١) سورة طه ، ٢٩ الى ٣٢.