قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق

إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق

إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق

تحمیل

إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق

131/500
*

جئت له ، فقال الثقفى : بل أنت تقدّم فإنى أعرف لك حقّا ، قال : أخبرنى يا رسول الله عما جئت أسألك عنه ، قال : «جئتنى تسألنى عن مخرجك من بيتك تؤمّ البيت الحرام وما لك فيه ، وعن طوافك بالبيت وما لك فيه ، وعن الركعتين بعد الطواف وما لك فيهما ، وعن طوافك بين الصفا والمروة وما لك فيه ، ومن موقفك عشية عرفة وما لك فيه ، وعن رميك الجمار وما لك فيه ، وعن نحرك هديك وما لك فيه ، وعن حلاقك رأسك وما لك فيه ، وعن طوافك بعد ذلك وما لك فيه» فقال : والذى بعثك بالحق إنه الذى جئت أسألك عنه لم تخطئ منه شيئا.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام : لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب الله لك بها حسنة ومحى عنك بها خطيئة ورفع لك بها درجة. وأما طوافك بالبيت : فإنك لا تضع قدما ولا ترفعها إلا كتب الله لك بها حسنة ومحى عنك بها خطيئة ورفع لك بها درجة ، وأما ركعتاك بعد الطواف : فعتق رقبة من ولد إسماعيل. وأما طوافك بين الصفا والمروة : فعدل سبعين رقبة.

وأما وقوفك عشية عرفة : فإن الله تعالى يهبط إلى السماء الدنيا فيباهى بكم الملائكة فيقول : هؤلاء عبادى جاءونى شعثا غبرا من كل فج عميق يرجون رحمتى ، ويخافون عذابى ، فلو كانت ذنوبهم كعدد الرمل وكعدد القطر أو كزبد البحر لغفرتها ، أفيضوا عبادى مغفورا لكم ولمن شفعتم له. وأما رميك الجمار :فيغفر لك بكل حصاة رميتها كبيرة من الكبائر الموبقات الموجبات. وأما نحرك :فمدخر لك عند ربك. وأما حلاقك رأسك : فلك بكل شعرة حلقتها حسنة وتمحى عنك بها خطيئة» فقال : يا رسول الله أرأيت إن كانت الذنوب أقل من ذلك؟ فقال : «إذا مدخر فى حسناتك ، وأما طوافك بالبيت بعد ذلك ـ يعنى طواف الإفاضة ـ فإنك تطوف ولا ذنب عليك ، ويأتى ملك حتى يضع كفه بين كتفيك فيقول لك : اعمل لما قد بقى ، فقد كفيت ما مضى» (١).

والحج قسيم التوحيد فى تكفير ما سلف من الذنوب.

__________________

(١) أخرجه : ابن حبان مختصرا فى موارد الظمآن (٢٣٩ ـ ٢٤٠) والبزار والطبرانى فى الكبير فى حديث طويل عن ابن عمر ، ورجال البزار موثقون ، ذكر ذلك الهيثمى فى مجمع الزوائد ٣ / ٢٧٤.