الفصل الخامس والعشرون
فى ذكر فضيلة الحج ماشيا
نقل عن السلف الصالحين تعاهد الحج ومواظبته على التكرار ماشيا ، وها أنا أذكر بعض الأنبياء والصالحين الذين حجوا ماشيا.
عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : كانت الأنبياء عليهمالسلام يحجون مشاة حفاة (١).
وقال : «حج آدم عليهالسلام أربعين حجة من الهند على رجليه ، فلما فرغ من حجه الأول ، قال : يا رب إن لكل عامل أجرا ، قال الله تعالى : أما أنت يا آدم فقد غفرت لك ، وأما ذريتك فمن جاء منهم هذا البيت فباء بذنبه فقد غفرت له» (٢).
وإبراهيم وإسماعيل عليهماالسلام حجا ماشيين (٣).
وعن سعيد بن جبير قال : دخلت على ابن عباس فى مرضه الذى مات فيه ، فسمعته يقول لبنيه : يا بنى حجوا مشاة ؛ فإنى ما آسى على شىء ما آسى أنى لم أحج ماشيا. قالوا : من أين؟ قال : من مكة حتى ترجعوا إليها ؛ فإن للراكب بكل خطوة سبعين حسنة ، وللماشى بكل خطوة سبع مائة حسنة من حسنات الحرم ، قالوا : وما حسنات الحرم؟ قال : الحسنة الواحدة بمائة ألف حسنة (٤).
__________________
(١) أخرجه : ابن ماجه (٩٨٠).
(٢) أخرجه : الحاكم فى المستدرك (١٦٩٢) ، وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وقال الذهبى : ليس بصحيح وأخشى أن يكون كذبا. والبيهقى فى السنن ٤ / ٣٣١ ، والشعب (٣٩٨١). وقال : فيه عيسى بن سوادة : مجهول ، وذكره ابن حبان فى الثقات.
(٣) أخرجه : البيهقى فى السنن ٤ / ٣٣٢ ، والسيوطى فى الدر المنثور ٤ / ٦٣٩ ، وعزاه إلى ابن جرير ، وابن أبى شيبة ٢ / ٤٩٢.
(٤) أخرج شطره الأول البيهقى فى الشعب ٤ / ٣٣١ ، وهو فى أخبار أصبهان ٢ / ٣٥٤ ، وتحرف متن الحديث فى العلل المتناهية (٩٣٢). ومداره على إسماعيل بن أمية ، قال فيه الدارقطنى : كان يضع الأحاديث ، ووثقه ابن حجر فى التقريب (٤٢٦).