الفصل الثامن عشر
فى ذكر الصلاة فى الكعبة
وأين صلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم
عن عبد الله بن عمر قال : أقبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عام الفتح على ناقة لأسامة بن زيد حتى أناخ بفناء الكعبة ، ثم دعا عثمان بن طلحة ، فقال صلىاللهعليهوسلم : ائتنى بالمفتاح ، فذهب عثمان إلى أمه فأبت أن تعطيه إياه. فقال : والله لتعطينه أو ليخرجن هذا السيف من صلبى أو ظهرى. قال : فأعطته إياه ، فجاء به إلى النبى صلىاللهعليهوسلم ، فدفعه إليه ، ففتح الباب فدخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة ، فأجافوا عليهم الباب مليا ـ وكنت فتى قويا ـ فبدرت فزاحمت الناس ، فكنت أول من دخل الكعبة ، فرأيت بلالا عند الباب فقلت : أى بلال ، أين صلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : بين العمودين المقدمين ـ وكانت الكعبة على ستة أعمدة ـ قال ابن عمر : فنسيت أن أسأله كم صلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم (١).
وعن حسن بن أبى الحسن البصرى وطاووس : أن النبى صلىاللهعليهوسلم دخل يوم الفتح البيت ، فصلى فيه ركعتين ، ثم خرج وقد لبط بالناس حول الكعبة (٢).
وعن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من دخل البيت دخل فى حسنة وخرج من سيئة مغفورا له» (٣). رواه البيهقى.
وفى رواية : «وخرج منه معصوما فيما بقى» (٤). قيل : يحتمل أنه يريد بذلك
__________________
(١) البخارى (٤٢٨٩) ، السيرة لابن هشام ٤ / ٤٦.
(٢) انظر الأحاديث فى صحيح البخارى ٢ / ١٤٩ ـ ١٥٠ ، مسلم ٤ / ٩٥ ـ ٩٧ ، أبو داود ٢ / ٢١٣ ـ ٢١٤ ، وانظر الكلام على الروايات فى فتح البارى ٣ / ٣٠٤ ، مسلم بشرح النووى ٩ / ٨٢.
(٣) أخرجه : البيهقى فى السنن ٥ / ١٥٨.
(٤) أورده الهيثمى فى مجمع الزوائد ٣ / ٢٩٣ ، وعزاه للطبرانى فى الكبير والبزار بنحوه ، وانظر : فيض القدير ٦ / ١٢٤.