لكن أهل المعرفة منهم ينبهون على خطئها هذا ، عند السماع والقراءة ، وفي حواشي الكتب ، مع تقريرهم ما في الأصول على ما بلغهم (١).
قال «ابن الصلاح» : الأولى سدّ باب التغيير والإصلاح ، لئلا يجسر على ذلك من لا يحسن ، والطريق الأول (٢) أسلم مع التبيين ، فيذكر ذلك عند السماع كما وقع ، ثم يذكر وجه صوابه. إما من جهة العربية ، وإما من جهة الرواية.
وإن شاء قرأه أولا على الصواب ، ثم قال : وقع عند شيخنا ، أو في روايتنا ، أو من طريق فلان كذا وكذا .. وهذا أولى من الأول كيلا يتقوّل على رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ما لم يقل. وأصلح ما يعتمد عليه من الإصلاح ، أن يكون ما يصلح به الفاسد قد ورد من أحاديث أخر ، فإنّ ذاكره آمن من أن يكون متقوّلا على رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ما لم يقل.
... وأما إصلاح ذلك وتغييره في كتابه وأصله ، فالصواب تركه ، وتقرير ما وقع في الأصل على ما هو عليه ، مع التضبيب عليه ، وبيان الصواب خارجا في الحاشية ، فإن ذلك أجمع للمصلحة ، وأنفى للمفسدة (٣).
وروى «الخطيب» عن أبي هريرة عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : إذا قلت لأخيك يوم الجمعة والإمام يخطب : أنصت ، فقد لغيت. قال «أبو الزّناد» :وهذه لغة «أبي هريرة» ، وإنما هو لغوت (٤).
وروى عن سفيان ، عن عمرو ، قال : سمعت رجلا من أهل الأرض يقول :سمعت أبد الله بن أياس ، يقول : إن الله لما خلق إبليس نخر.
قال «الخطيب» : أراد هذا الراوي أن يقول : عبد الله ، فأبدل من العين
__________________
(١) «مقدمة ابن الصلاح» ٣٣٩.
(٢) أي : روايته على الخطأ.
(٣) «مقدمة ابن الصلاح» ٣٣٩ ـ ٢٤٠.
(٤) «الكفاية» ٢٨١. وهذا الحديث أخرجه «مسلم» في «صحيحه» في (كتاب الجمعة ـ باب في الإنصات يوم الجمعة في الخطبة) ٣ : ٥.