مسألة (٣٥)
في اللام الفارقة (١)
اختلف النحويون في هذه اللام.
هل هي لام الابتداء ، أدخلت للفرق بين «إن» النافية ، و «إن» المخففة من الثقيلة ، أم هي لام أخرى اجتلبت للفرق؟ وكلام «سيبويه» يدل على أنها لام الابتداء دخلت للفرق.
وتظهر فائدة الخلاف في مسألة جرت بين «ابن أبي العافية» (٢) و «ابن الأخضر» (٣) ، وهي قوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (قد علمنا إن كنت لمؤمنا) (٤).
فمن جعلها لام الابتداء أوجب كسر «إن» ومن جعلها لاما أخرى ـ اجتلبت للفرق ـ فتح «أن».
وجرى الخلاف في هذه المسألة قبلهما بين «الأخفش الصغير» ، وبين «أبي علي»
فقال «أبو علي» : هي لام غير لام الابتداء ، اجتلبت للفرق. وبه قال «ابن أبي العافية».
وقال «الأخفش الصغير» : إنما هي لام الابتداء ، أدخلت للفرق.
وبه قال «ابن الأخضر».
__________________
(١) مورد المسألة : «شرح ابن عقيل» ١ : ٣٨٠.
(٢) هو «محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن خليفة بن أبي العافية الأزدي ، أبو بكر. الكتنديّ» ، عالم بالعربية واللغة. توفي بغرناطة سنة ٥٨٣ ه. «بغية الوعاة» ١ : ١٥٤.
(٣) هو «علي بن عبد الرحمن بن مهدي ، أبو الحسن الإشبيليّ» أخذ عن «الأعلم» ، وأخذ عنه «القاضي عياض». توفي بإشبيلية سنة ٥١٤ ه. «بغية الوعاة» ٢ : ١٧٤.
(٤) جزء من حديث أخرجه «البخاري» في «صحيحه» في (كتاب العلم ـ باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس» ١ : ٣٠ ، وفي (كتاب الكسوف ـ باب صلاة النساء مع الرجال في الكسوف) ٢ : ٢٨ برواية : «قد علمنا إن كنت لموقنا» من حديث «أسماء» ، أما الرواية التي ذكرها «ابن عقيل» وهي «لمؤمنا» ، فلم أرها ، ولعله لا وجود لها في كتب الحديث. والله أعلم.