أما البيت فيخرجونه على إعراب «أسدا» حالا ، وأن الخبر محذوف ، أي :
تلقاهم أسدا ، أي : كالأسد.
مسألة (٣٢)
في ورود «لعلّ» للاستفهام (١)
من معاني «لعلّ» الترجي ، وقد يدخلها معنى الإشفاق.
وقد تكون لـ «التعليل» عند «الأخفش» ، وعلى ذلك حمل قوله تعالى : (لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى)(٢) ، أي : ليذكر ، أو يخشى.
وقد تكون لـ «الاستفهام» ، وعليه حمل قوله تعالى : (وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى)(٣) ، وقول النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لبعض الأنصار ، وقد دعاه ، فخرج إليه مستعجلا : «لعلنا أعجلناك». (٤)
__________________
(١) موارد المسألة : «شرح الشاطبي».
(٢) طه : ٤٤.
(٣) عبس : ٣.
(٤) أخرجه «البخاري» في «صحيحه» في (كتاب الوضوء ـ باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين) ١ : ٥٣.
و «مسلم» في «صحيحه» في (كتاب الحيض ـ باب إنما الماء من الماء) ١ : ١٨٥ ،
و «ابن ماجه» في «سننه» في (كتاب الطهارة وسننها ـ باب الماء من الماء) ١ : ١٩٩ ،
و «أحمد» في «مسنده» ٣ : ٢١ ، ٢٦.
والحديث بتمامه كما جاء في «صحيح مسلم» عن «أبي سعيد الخدري» أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ مرّ على رجل من الأنصار ، فأرسل إليه ، فخرج ورأسه يقطر ، فقال : لعلنا أعجلناك؟ قال : نعم يا رسول الله ، قال : إذا أعجلت أو أقحطت ، فلا غسل عليك ، وعليك الوضوء.
ومعنى الإقحاط هنا عدم إنزال المنيّ ، وهو استعارة من قحوط المطر ، وهو انحباسه.