فالنصب على أن «ما» استفهامية مبتدأ. وفي «جاءت» ضمير يعود على «ما» ، فأوقع التأنيث على ضمير «ما» ، لأنها هي الحاجة ، وذلك الضمير هو اسم «جاءت».
و «حاجتك» : خبر ، والتقدير : أية حاجة صارت حاجتك؟
والرفع ، على أن «حاجتك» اسم «جاءت» ، و «ما» خبرها.
مسألة (٢٣)
في حذف «كان» واسمها (١)
ليس بين النواسخ (أعني : كان وأخواتها) ما يجوز حذفه وحده أو مع أحد معموليه ، أو مع معموليه إلا «ليس ، وكان» أما حذفها مع اسمها دون خبرها فجائز ، وكثير بعد «إن» و «لو» الشرطيتين. والحديث : «التمس ولو خاتما من حديد» (٢) شاهد لحذف «كان».
مع اسمها بعد «لو» الشرطية ، والتقدير : ولو كان ما تلتمس خاتما ؛ أي :الملتمس. و «لو» خاصة بالفعل. ومن هذا القبيل قول الشاعر :
لا يأمن الدهر ذو بغي ولو ملكا |
|
جنوده ضاق عنها السّهل والجبل |
أي : ولو كان الباغي ملكا.
__________________
(١) موارد المسألة : «شرح الأشموني» ١ : ٢٤٢ ، و «مغنى اللبيب» ٣٥٣ ، ٨٢٧ ، «شرح شذور الذهب» ١٨٧ ، و «شرح قطر الندى» ١٩٦ ، و «أمالي السهيلي» ٩٧ ، «النحو الوافي» ١ : ٥٨٤.
(٢) أخرجه «البخاري» في «صحيحه» في (كتاب النكاح ـ باب التزويج على القرآن وبغير صداق) ٦ : ١٣٨ ، بلفظ : «فاطلب ولو خاتما من حديد» ، و «مسلم» في «صحيحه» في (كتاب النكاح ـ باب الصداق) ٤ : ١٤٣ ، بلفظ : «انظر ولو خاتما من حديد» و «أبو داود» في «سننه» في (كتاب النكاح ـ باب في التزويج على العمل يعمل) ٢ : ٢٣٦. و «النسائي» في «سننه» في (كتاب النكاح ـ باب هبة المرأة نفسها لرجل بغير صداق) ٦ : ١٢٣ ، و «الترمذي» في «سننه» في (أبواب النكاح ـ باب ما جاء في مهور النساء) ٢ : ٢٩١ ، و «أحمد» في «مسنده» ٥ : ٣٣٦ ، من حديث : «سهل بن سعد الساعدي».