المسألة الرابعة :
طريق السلامة من اللحن والتصحيف في الحديث
قال «ابن الصلاح» : وأما التصحيف فسبيل السلامة منه الأخذ من أفواه أهل العلم أو الضبط ، فإن من حرم ذلك وكان أخذه وتعلمه من بطون الكتب كان من شأنه التحريف ، ولم يفلت من التبديل والتصحيف. (١).
وقال «السيوطي» : فإن وجد في كتابه كلمة من غريب العربية غير مضبوطة أشكلت عليه جاز أن يسأل عنها العلماء بها ، ويرويها على ما يخبرونه به.
فعل ذلك «أحمد» و «إسحاق» وغيرهما (٢).
روى «الخطيب» : عن «أبي حاتم سهل بن محمد» ، قال : كان «عفان ابن مسلم» يجيّ إلى «الأخفش» وإلى أصحاب النحو يعرض عليهم الحديث يعربه. فقال «الأخفش» : عليك بهذا ، وكان بعد ذلك يجيّ إليّ حتى عرض عليّ حديثا كبيرا.
وروى عن «الوليد بن مسلم» قال : كان «الأوزاعي» يعطي كتبه إذا كان فيها لحن لمن يصلحها.
وروى عن «عبد الله بن المبارك» يقول : إذا سمعتم عني الحديث فاعرضوه على أصحاب العربية ، ثم أحكموه (٣).
وروى عن «أبي بكر بن دريد» قال : أخبرنا «الرياشي» عن «الأصمعي» قال : كنت في مجلس «شعبة» ، فقال : «فيسمعون جرش طير الجنة» فقلت : «جرس» فنظر إلي فقال : خذوها عنه ، فإنه أعلم بهذا منا.
__________________
(١) «مقدمة ابن الصلاح» ٣٣٨.
(٢) «تدريب الراوي» ٢ : ١١٠.
(٣) «الكفاية» ٣٧٤.