الكشف عن مذهب السيوطي والبغدادي في الاحتجاج بالحديث في النحو :
أما «السيوطي» فموقفه متردد بين الاتجاه الثاني ، والاتجاه الثالث ، فقد أيد اتجاه؟؟؟ المانعين : فقال في «الاقتراح» ٥٥ :
(ومما يدل لصحة ما ذهب إليه «ابن الضائع» و «أبو حيان» أن «ابن مالك» استشهد على لغة «أكلوني البراغيث» بحديث : «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار» وأكثر من ذلك حتى صار يسميها : لغة يتعاقبون. وقد استدل به «السهيلي» ، ثم قال : لكني أقول : إن الواو فيه علامة إضمار ؛ لأنه حديث مختصر رواه «البزار» مطولا محردا ، قال فيه : «إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم ، ملائكة بالليل ، وملائكة بالنهار).
وقال «ابن الأنباري» في «الإنصاف» في منع «أن» في خبر «كاد» :
(وأما حديث : «كاد الفقر أن يكون كفرا» فإنه من تغييرات الرواة ، لأنه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أفصح من نطق بالضاد). ا ه.
كما أيّد اتجاه الوسط ، فقال في «الاقتراح» ٥٢ : «وأما كلامه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فيستدل منه بما ثبت أنه قاله على اللفظ المروي ، وذلك نادر جدا ، إنما يوجد في الأحاديث القصار على قلة أيضا ، فإن غالب الأحاديث مروي بالمعنى ، وقد تداولتها الأعاجم والمولدون قبل تدوينها ، فرووها بما أدّت إليه عباراتهم ، فزادوا ونقصوا ، وقدّموا وأخّروا ، وأبدلوا ألفاظا بألفاظ ، ولهذا ترى الحديث الواحد في القصة الواحدة مرويا على أوجه شتّى ، بعبارات مختلفة ، ومن ثمّ أنكر على «ابن مالك» إثباته القواعد النحوية بالألفاظ الواردة في الحديث» ا ه.
ولهذا اختلفت عبارات المصنفين في الوصول إلى حقيقة مذهب «السيوطي» فقد تقدم قول «ابن الطيب» : لا نعلم أحدا من علماء العربية في الاحتجاج بالحديث الشريف إلا ما أبداه الشيخ «أبو حيان» في شرح