الفصل الثاني :
فائدة تعلم النحو
عقد «أبو القاسم الزجاجي» ـ ٣٣٧ ه في كتابه «الإيضاح» ص : ٩٥ ، بابا ، ذكر فيه الفائدة في تعلم النحو ، قال فيه :فإن قال قائل : فما الفائدة في تعلّم النحو ، وأكثر الناس يتكلمون على سجيتهم بغير إعراب ، ولا معرفة منهم به ، فيفهمون ويفهمون غيرهم مثل ذلك؟.
فالجواب : الفائدة فيه : الوصول إلى التكلّم بكلام العرب على الحقيقة ، صوابا غير مبدل ولا مغيّر.
وتقويم كتاب الله ـ عزوجل ـ الذي هو أصل الدين والدنيا. ومعرفة أخبار النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، وإقامة معانيها على الحقيقة ؛ لأنه لا تفهم معانيها على صحة إلا بتوفيتها حقوقها من الإعراب. قال الله ـ عزوجل ـ في وصف كتابه : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا)(١) ، وقال : (بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)(٢) ، وقال :
(قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ)(٣). فوصفه بالاستقامة كما وصفه بالبيان في قوله :
(بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) ، وكما وصفه بالعدل في قوله : (وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا)(٤).
قال «المبرد» كان بعض السلف يقول : عليكم بالعربية ، فإنها المروءة الظاهرة ، وهي كلام الله ـ عزوجل ـ وأنبيائه وملائكته.
وقال «ابن عباس» : ما أنزل الله ـ تعالى ـ كتابا إلا بالعربية ، ثم ترجم لكل نبي على لسان أمته.
__________________
(١) يوسف : ٢.
(٢) الشعراء : ١٩٢.
(٣) الزمر : ٢٨.
(٤) الرعد : ٣٧.