قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الحديث النبوي في النحو العربي

الحديث النبوي في النحو العربي

الحديث النبوي في النحو العربي

المؤلف :الدكتور محمود فجال

الموضوع :اللغة والبلاغة

الصفحات :384

تحمیل

الحديث النبوي في النحو العربي

143/384
*

الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ فإن هذا الكلام يقتضي أنهم كانوا أهل شرف قبل الإسلام ، ثم جاء الإسلام فاستكملوه به ، ولا أحد من الأمة أعظم شرفا في الأصل منهم ، وقد جاء في الصحيح عن «واثلة بن الأسقع» قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إن الله اصطفى من ولد آدم إسماعيل ، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة ، واصطفى من بني كنانة قريشا ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم» (١).

وخرج «الترمذي» عن «العباس» أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «إن الله خلق الخلق فجعلني في خيرهم فرقة ، ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة ، ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا» (٢).

قال «الشاطبي» في (المقدمة) عند قول «ابن مالك» :

وهو بسبق حائز تفضيلا

مستوجب ثنائي الجميلا

 ... فإن السابق له فضيلة ظاهرة على غيره من اللاحقين ، إذ كان اللاحق مهتديا بناره ، مقتديا بفعله ، فكانا كالإمام والمأموم.

روى أن «إسحاق بن إبراهيم» لما صنع كتابه في النغم واللحون عرضه على «إبراهيم بن المهدي» ، فقال : لقد أحسنت يا أبا محمد ، وكثيرا ما تحسن ، فقال «إسحاق» : بل أحسن «الخليل» ؛ لأنه جعل السبيل إلى الإحسان ـ يعني بعلم العروض ـ. فقال «إبراهيم» : ما أحسن هذا الكلام! فممّن أخذته؟ قال : من «ابن مقبل» إذ سمع حمامة من المطوقات ، فاهتاج لمن يحب ، فقال :

فلو قبل مبكاها بكيت صبابة

بليلى شفيت النفس قبل التندم

ولكن بكت قبلي فهاج لي البكا

بكاها فقلت : الفضل للمتقدم

__________________

(١) أخرجه «مسلم» في «صحيحه» في (كتاب الفضائل ـ باب فضل نسب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ) ٧ : ٥٨ ، و «الترمذي» في «سننه» في (أبواب المناقب عن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ) ٥ : ٢٤٣ ، و «أحمد» في «مسنده» ٤ : ١٠٧ ، وانظر «التلخيص الحبير» ٣ : ١٨٧.

(٢) أخرجه «الترمذي» في «سننه» في (أبواب المناقب عن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ) ٥ : ٢٤٤.