سبكتها يد الأفكار (١) ثمّ رأيت (٢) الجمع الكثير من الفضلاء (٣) ، والجمّ الغفير من الأذكياء (٤) يسألوني (٥) صرف الهمّة نحو اختصاره والاقتصار (٦) على بيان معانيه (٧) وكشف أستاره (٨)
______________________________________________________
(١) أي صاغتها وصنعتها «يد الأفكار» وفي هذا الكلام استعارة بالكناية وتخييل وترشيح إذ في تشبيه الفكر في النّفس بالصّائغ استعارة بالكناية ، وإثبات اليد استعارة تخييليّة وذكر السّبك ترشيح ، لأنّ اليد من لوازم المشبّه به والسّبك من ملائماته.
(٢) عطف على قوله : «شرحت» وأتى بكلمة «ثمّ» ، الّتي للتّرتيب مع التّراخي بين الفعلين ، كي تدل على ما بين الشّرح الأوّل والثّاني من تفاوت الرّتب ، لأنّ الأوّل في الغاية القصوى ، وغيره لا يصل إلى مرتبته. و «رأيت» من الرّؤية إمّا علميّة أو بصريّة وجملة «يسألوني» الآتية في محلّ النّصب مفعول ثان على الأوّل وحاليّة على الثّاني ، والمعنى حينئذ ثمّ رأيت الجمع الكثير من الفضلاء والجمع العظيم من الأذكياء حال كونهم سائلين منّي.
(٣) «الفضلاء» جمع الفضيل مثل الكرماء جمع الكريم ، و «الجمّ» من الجموم بمعنى الكثير. و «الغفير» من الغفر بمعنى السّاتر ، والمعنى : والجمع الكثير السّاتر لكثرته وجه الأرض حال كونهم من الأذكياء.
(٤) جمع الذّكي بمعنى كامل العقل أو سريع الفهم والأذكياء أعمّ من الفضلاء بناء على أنّ المراد بالفضلاء من اتّصف بكثرة العلم.
(٥) «يسألوني» من السّؤال بمعنى الطّلب المتعدّي بنفسه إلى مفعولين والمعنى طلبوا منّي صرف الإرادة جانب اختصار الشّرح. وضمير «اختصاره» يرجع إلى الشّرح. والمراد به هو المطوّل.
(٦) عطف على «اختصاره» ، وبيان لما هو المراد من الاختصار المسؤول بأنّ المراد به ليس معناه الحقيقي أي قليل اللّفظ وكثير المعنى بل المراد به الاقتصار أي قليل اللّفظ والمعنى ، فمعنى الاختصار هو بيان معاني المتن ببعض الشّرح على وجه يفهم المراد منه وحذف ما زاد.
(٧) أي الشّرح فالضّمير راجع إلى الشّرح المذكور ضمنا.
(٨) أي توضيح معانيه الخفيّة بإزالة الأستار عنها.