يأتي بعد ذلك بمؤنث فهو قبيح إذا أظهرت (هو) وهو مع الحذف أحسن وتقول : (ضربت الذي ضربني زيدا) إذا جعلته بدلا من (الذي) ، فإن جعلته بدلا من اسم الفاعل وهو المضمر في (ضربني) رفعته فقلت : ضربت الذي ضربني زيد ؛ لأن في (ضربني) اسما مرفوعا تبدل زيدا منه وتقول : (ضربت وجه الذي ضرب وجهي أخيك) ؛ لأن الأخ بدل من (الذي) ، فإن أبدلته من اسم الفاعل المضمر في (ضرب) رفعته ولا يجوز أن تنصب (الأخ) على البدل من الوجه ؛ لأن الأخ غير الوجه.
وتقول : ضربت وجوه اللذين ضربا وجهي أخويك إذا جعلت أخويك بدلا من (اللذين) ، فإن جعلتهما بدلا من الألف التي في (ضربا) رفعت وإنما قلت : ضربت وجوه (اللذين) ؛ لأن كل شيئين من شيئين إذا جمعتهما جعلت لفظهما على الجماعة.
قال الله جل ثناؤه : (فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) [المائدة : ٣٨] وقال : (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما)(١) [التحريم : ٤] وتقول : (ضرب وجهي الذين ضربت وجوههم أخوتك) ترفع الأخوة إذا جعلتهم بدلا من (الذين) ، فإن جعلتهم بدلا من الهاء والميم اللتين في جوههم جررت.
وتقول : (مررت باللذين مرا بي أخويك) إذا كانا بدلا من (اللذين) فإن كانا بدلا من الألف في (مرا) رفعت فقلت : (أخواك) ؛ لأن في (مرا) اسمين مضمرين ولو قلت : (ضربني اللذان ضربت الصالحان) وأكرمت وأنت تريد أن تجعل : (وأكرمت) من الصلة لم يجز لأنك قد فرقت بين بعض الصلة وبعض بما ليس منها وتقول : المدخول به السجن زيد ؛ لأن السجن
__________________
(١) صرح النحاة بأن كل مثنى في المعنى مضاف إلى متضمنه يجوز فيه الجمع والإفراد والتثنية والمختار الجمع نحو : (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) (التحريم : ٤) ، ويترجح الإفراد على التثنية عند الناظم وعند غيره بالعكس وكلاهما مسموع كقوله :
حمامة بطن الواديين ترنّمي
وكقوله :
ومهمهين قذفين مرتين
ظهراهما مثل ظهور التّرسين. انظر شرح الأشموني ١ / ١٩٩.