باب التحقير
التصغير (١) شيء اجتزىء به عن وصف الاسم بالصغر وبني أوله على الضمّ وجعل ثالثه ياء ساكنة قبلها فتحة ولا يجوز أن يصغر اسم يكون على أقل من ثلاثة أحرف فإذا كان الاسم ثلاثيا فالإعراب يقع على الحرف الذي بعد الياء نحو قولك في حجر : حجير ، فإن كان آخره هاء التأنيث فلا بدّ من أن ينفتح لها ما قبلها ، فإن جاوز الاسم الثلاثة بزائد أو غير زائد فهو نظير الجمع الذي يجيء على (مفاعل) ومفاعيل فالألف في الجمع نظيره الياء في التصغير وما بعدها مكسور كما أنّ ما بعد الألف مكسور إلّا أنّ أول الجمع مفتوح وأول هذا مضموم وجميع التصغير يجيء على ثلاثة أمثلة على مثال تصغير : فلس ودرهم ودينار وتصغيرها : فليس ودريهم ودنينير وهذا الياء التي تجيء في مثال : دنينير وما أشبه تكون عوضا لازما متى كان في الاسم زائدة تابعة كما وقعت في دينار وتكون غير ملازمة متى كان في الاسم زيادة تابعة كما وقعت في دينار وتكون غير ملازمة متى كان في الاسم زيادة غير تابعة فحينئذ لك فيه الخيار فياء التصغير زائدة وياء التعويض زائدة فالتصغير إنّما يكون في الثلاثي وفيما كان عدده أربعة أحرف بزيادة أو غير زيادة ، فإن تجاوز العدد ذلك حذف حتى يردّ إلى هذا العدد.
والأسماء تنقسم ثلاثة أقسام : اسم لا زيادة فيه ولا نقص ، واسم فيه زيادة ، واسم منقوص.
الأول : الاسم الذي لا زيادة فيه ولا نقص وهذا الضّرب ينقسم ثلاثة أقسام : اسم ثلاثي واسم رباعي واسم خماسي.
أما الثلاثي : فينقسم أيضا ثلاثة أقسام : اسم صحيح واسم مضاعف واسم معتلّ.
__________________
(١) قال الجرجاني : التصغير : تغيير صيغة الاسم لأجل تغيير المعنى ، تحقيرا ، أو تقليلا ، أو تقريبا ، أو تكريما ، أو تلطيفا ، كرجيل ، ودريهمات ، وقبيل ، وفويق ، وأخي ، ويبنى عليه ما في قوله صلّى الله عليه وسلّم في حق عائشة رضي الله عنها : " خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء".