بسم الله الرّحمن الرحيم
باب إعراب الأفعال وبنائها
الأفعال تقسم قسمين : مبني ومعرب.
فالمبني ينقسم قسمين : مبني على حركة (١) ومبني على سكون.
فأما المبني على حركة فالفعل الماضي (٢) بجميع أبنيته نحو : قام واستقام وضرب واضطرب ودحرج وتدحرج وأحمر واحمارّ وما أشبه ذلك ، وإنما بني على الحركة ؛ لأنه. ضارع الفعل المضارع في بعض المواضع نحو قولك : إن قام قمت. فوقع في موضع : إن تقم.
ويقولون : مررت برجل ضرب ، كما تقول : مررت برجل يضرب ، فبني على الحركة كما بني (أول وعل) في بابه على الحركة ، وجعل له فضيلة على ما ليس بمضارع المضارع عما حصل (لأول وعل) أو من قبل ومن بعد فضيلة على المبنيات ، وأما المبني على السكون فما أمرت به وليس فيه حرف من حروف المضارعة ، وحروف المضارعة : الألف والتاء والنون والياء ، وذلك نحو قولك : قم واقعد واضرب ، فلما لم يكن مضارعا للاسم ولا مضارعا للمضارع ترك على سكونه ؛ لأن أصل الأفعال السكون والبناء ، وإنما أعربوا منها ما أشبه الأسماء وضارعها ، وبنوا منها على الحركة ما ضارع المضارع ، وما خلا من ذلك أسكنوه وهذه الألف في قولك : اقعد ألف وصل إنما تنطق بها إذا ابتدأت ؛ لأنه لا يجوز أن تبتدىء بساكن وما بعد حروف المضارعة ساكن فلما خلا الفعل منها واحتيج إلى النطق به أدخلت ألف الوصل وحق ألف الوصل أن تدخل على الأفعال المبنية فقط ولا تدخل على الأفعال المضارعة لأنها لا
__________________
(١) الحركات التي يبنى عليها الفعل هي : الفتح والضم ، ولا يدخل الكسر في حركات بناء الأفعال.
(٢) الفعل الماضي الأصل فيه البناء على الفتح دائما ، إلا إذا اتصل بنون النسوة ، أو تاء الفاعل ، فيكون مبني على السكون حينئذ.