الشيء ما في الدار) وأنت تريد : الصفة فالذي لما كان يوصف بها حسن أن توصف و (من وما) لما لم يجز أن يوصف بهما لم يجز أن يوصفا ويفرق بين الذي وبين (من) وما أن الذي تصلح لكل موصوف مما يعقل ولا يعقل وللواحد العلم وللجنس وهي تقوم في كل موضع مقام الصفة و (من) مخصوصة بما يعقل ولا تقع موقع الصفة و (ما) مخصوصة بغير ما يعقل ولا يوصف بها.
وقال الفراء : من نعت (من وما) على القياس لم نردد عليه ونخبره أنه ليس من كلام العرب.
قال : وإنما جاز في القياس ؛ لأنه إذا ادعى أنه معرفة لزمه أن ينعته قال : وأما (ما ومن) فتؤكدان يقال : نظرت إلى ما عندك نفسه ومررت بمن عندك نفسه.
قال أبو بكر : والتأكيد عندي جائز كما قال ، وأما وصفهما فلا يجوز ؛ لأن الصلة توضحهما وقد بينت الفرق بينهما وبين (الذي) وقد يؤكد ما لا يوصف نحو المكنيات ، وأما (أن) إذا وصلتها فلا يجوز وصفها لأنها حرف والقصد أن يوصف الشيء الموصول وإنما الصلة بمنزلة بعض حروف الاسم وإنما تذكر (أن) إذا أردت أن تعلم المخاطب أن المصدر وقع من فاعله فيما مضى أو فيما يأتي إذا كان المصدر لا دليل فيه على زمان بعينه فإذا احتجت إلى أن تصف المصدر تركته على لفظه ولم تقله إلى (أن) وتقول : (من أحمر أخوك) تريد : من هو أحمر أخوك من حمراء جاريتك تريد : من هي حمراء جاريتك وليس لك أن تقول من أحمر جاريتك فتذكر أحمر للفظ من ؛ لأن أحمر ليس بفعل تدخل التاء في تأنيثه ولا هو أيضا باسم فاعل يجري مجرى الفعل في تذكيره وتأنيثه لا يجوز أن تقول : (من أحمر جاريتك) ويجوز أن تقول : من محسن جاريتك لأنك تقول : محسن ومحسنة كما تقول : ضرب وضربت.
فليس بين محسن ومحسنة في اللفظ والبناء إلا الهاء وأحمر وحمراء ليس كذلك للمذكر لفظ وبناء غير بناء المؤنث وهذا مجاز والأصل غيره وهو في الفعل عربي حسن تقول : من أحسن جاريتك ومن أحسنت جاريتك كلّ عربي فصيح ولست تحتاج أن تضمر (هو) ولا (هي) فإذا قلت : (محسن جاريتك) فكأنّك قلت : (من هو محسن جاريتك فأكدت تذكير (من) بهو ثم