لأن الذي قد وصلت بفعل وفاعل والفاعل ضمير (الذي) ولا دليل في (ضربني) على أن هنا محذوفا كما يكون في الأسماء ألا ترى أنك إذا قلت : (الذي منطلق زيد) فقد ذلك ارتفاع (منطلق) على أن ثم محذوفا قد ارتفع به ولا يجوز حذف ما لا دليل عليه فلما لم يجز هذا في الأصل لم يجز في قولك : (الذي وعبد الله ضرباني أخوك) وجاز في قولك : (الذي وعبد الله ضاربان لي أخوك) فهذا فرق ما بين المسألتين ولا يجوز أيضا : (الذي وعبد الله خلفك زيد) تريد : (الذي هو) (١) ، فإن أظهرت (هو) جاز والفراء يجيز : الذي نفسه محسن أخوك تريد :الذي هو نفسه محسن أخوك يؤكد المضمر وكذاك : (الذين أجمعون محسنون أخوتك) تريد : (الذين هم أجمعون) فيؤكد المضمر قال : ومحال : (الذي نفسه يقوم زيد) وقام أيضا وكذلك في الصفة يعني الظرف محال الذي نفسه عندنا عبد الله ، فإن أبرزته فجيد في هذا كله ومن قال :(الذي ضربت عبد الله) لم يقل : (الذي كان ضربت عبد الله) وفي (كان) ذكر الذي ؛ لأن الضمير الراجع إلى الذي في (كان) فليس لك أن تحذفه من (ضربت) ؛ لأن الهاء إذا جاءت بعد ضمير يرجع إلى (الذي) لم تحذف وكانت بمنزلة ضمير الأجنبي ، فإن جعلت في (كان) مجهولا جاز أن تضمر الهاء ؛ لأنه لا راجع إلى الذي غيرها وليس في هذه المسألة (ككان) تقول : (الذي ليس أضرب عبد الله) وفي (ليس) مجهول ، فإن كان فيه ذكر (الذي) لم يجز ، فإن ذهبت (بليس) مذهب ما جاز أن ترجع الهاء المضمرة إلى (الذي) فإذا قلت : (الذي ما ضربت عبد الله) الهاء
__________________
(١) قال ابن عقيل : وأشار بقوله وفي ذا الحذف إلى آخره إلى المواضع التي يحذف فيها العائد على الموصول وهو إما أن يكون مرفوعا أو غيره ، فإن كان مرفوعا لم يحذف إلا إذا كان مبتدأ وخبره مفرد نحو (وهو الذي في السماء إله) وأيهم أشد فلا تقول جاءني اللذان قام ولا اللذان ضرب لرفع الأول بالفاعلية والثاني بالنيابة بل يقال قاما وضربا ، وأما المبتدأ فيحذف مع أى ، وإن لم تطل الصلة كما تقدم من قولك يعجبني أيهم قائم ونحوه ولا يحذف صدر الصلة مع غير أي إلا إذا طالت الصلة نحو جاء الذي هو ضارب زيدا فيجوز حذف هو فتقول جاء الذي ضارب زيدا ومنه قولهم ما أنا بالذي قائل لك سوءا التقدير بالذي هو قائل لك سوءا ، فإن لم تطل الصلة فالحذف قليل وأجازه الكوفيون قياسا نحو جاء الذى قائم التقدير جاء الذي هو قائم ومنه قوله تعالى (تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ) في قراءة الرفع والتقدير هو أحسن. انظر شرح ابن عقيل ١ / ١٦٥.