فكأنه قال
والله اعلم لكن من رحم يعصم أو معصوم ومن ذلك قوله تعالى : (فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ
فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ) [يونس : ٩٨] وهذا الضرب في القرآن كثير.
ومن ذلك من
الكلام : لا تكونن من فلان في شيء إلا سلاما بسلام وما زاد إلا ما نقص وما نفع إلا
ما ضرّ (فما نفع) مع الفعل بمنزلة اسم.
ولو لا (ما) لم
يجز الفعل هنا بعد إلا وإنما حسن هذا الكلام ؛ لأنه لما قال : ما زاد دل على قوله
هو على حاله فكأنه قال : هو على حاله إلا ما نقص وكذلك دل بقوله : ما نفع ما هو
على أمره إلا ما ضرّ وقال الشاعر :
نجا سالم
والنّفس منه بشدقه
|
|
ولم ينج إلا
جفن سيف ومئزرا
|
فقوله : نجا
ولم ينج كقولك : أفلت ولم يفلت أي : لم يفلت إفلاتا صحيحا كقولك :تكلمت ولم أتكلم
ثم قال : إلا جفن سيف ومئزرا كأنه قال : لكن جفن سيف ومئزرا وقال الآخر :
وما بالرّبع من أحد ...
__________________