٦ ـ الإباحة : كقوله تعالى : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ)(١). وقال القزوينى : «ومن أحسن ما جاء فيه قول كثير :
أسيئى بنا أو أحسنى لا ملومة |
|
لدينا ، ولا مقلية إن تقلّت (٢) |
أى : لا أنت ملومة ولا مقلية.
ووجه حسنه إظهار الرضا بوقوع الداخل تحت لفظ الأمر حتى كأنه مطلوب ، أى : مهما اخترت فى حقى من الإساءة والإحسان ، فأنا راض به غاية الرضا فعاملينى بهما ، وانظرى هل تتفاوت حالى معك فى الحالين» (٣).
٧ ـ التعجيز : وهو الطلب بما لا يقدر عليه المخاطب كقوله تعالى : (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ)(٤) ، وقوله : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)(٥).
وقول الشاعر :
أرونى بخيلا طال عمرا ببخله |
|
وهاتوا كريما مات من كثرة البذل |
٨ ـ التهديد : كقوله تعالى : (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)(٦) وقوله : (قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ)(٧).
__________________
(١) البقرة ١٨٧.
(٢) مقلية مكروهة بغيضة. تقلت : تكرهت وتبغضت.
(٣) الإيضاح ص ١٤٣.
(٤) الرحمن ٣٣.
(٥) البقرة ٢٣.
(٦) فصلت ٤٠.
(٧) إبراهيم ٣٠.