ومنها قول زهير :
ومهما تكن عند امرىء من خليقة |
|
وإن خالها تخفى على الله تعلم |
١٤ ـ حروف التنبيه : ومنها «أما» حرف استفتاح وتكثر قبل القسم ، كقول أبى صخر الهذلى :
أما والذى أبكى وأضحك والذى |
|
أمات وأحيا والذى أمره الأمر |
لقد تركتنى أحسد الوحش أن أرى |
|
أليفين منها لا يروعهما النّفر |
و «ألا» الاستفتاحية ، كقوله تعالى : (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ)(١) ، وقوله : (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)(٢).
ومنه قول المعرى :
ألا فى سبيل المجد ما أنا فاعل |
|
عفاف وإقدام ومجد ونائل |
أغراضه :
للخبر غرضان أصليان هما :
الأول : فائدة الخبر ، ومعناه إفادة المخاطب الحكم الذى تضمنته الجملة أو الكلام ، وهذا هو الأصل فى كل خبر ؛ لأنّ فائدته تقديم المعرفة أو العلم إلى الآخرين. ومن ذلك قوله تعالى : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ ، الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ ، الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ ، يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ ، نُورٌ عَلى نُورٍ ، يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ ، وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ ، وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)(٣). وقوله : (تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً. الَّذِي لَهُ
__________________
(١) البقرة ١٢.
(٢) يونس ٦٢.
(٣) النور ٣٥.