الذكر والحذف
فى كتب النحو حديث عن الذكر والحذف ولكن النحاة يهتمون بالواجب منهما ، ويشيرون إلى الجواز إشارة عابرة ، وهو الأولى بالرعاية والاهتمام لأنّ فيه تتضح الأساليب وتظهر المواهب. وكان علماء البلاغة أحرص من غيرهم على هذه الجوانب فأولوها عناية كبيرة وأوضحوا ما فى الذكر والحذف من أغراض :
الذكر : المسند إليه والمسند وغيرهما تذكر فى العبارة لسبب من الأسباب ومن أغراض ذكر المسند إليه :
١ ـ أنّه الأصل ولا مقتضى للحذف ، فاذا حذف ذهب المعنى.
٢ ـ ضعف التعويل على القرينة ، وذلك إذا ذكر المسند إليه فى الكلام وطال عهد السامع به ، أو ذكر معه كلام فى شأن غيره مما يوقع فى اللبس إن لم يذكر.
٣ ـ التنبيه على غباوة السامع حتى أنّه لا يفهم إلّا بالتصريح.
٤ ـ زيادة الإيضاح والتقرير : كقوله تعالى : (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(١) ، ففى تكرير اسم الاشارة زيادة إيضاح وتقرير لتميزهم على غيرهم.
٥ ـ إظهار التعظيم بالذكر : مثل : «القهار يصون عباده» لعظم هذا الاسم. أو إظهار الإهانة : مثل : «اللعين إبليس».
٦ ـ التبرك باسمه : مثل : «محمد رسول الله خير الخلق».
٧ ـ الاستلذاذ بذكره : مثل : «الله خالق كل شىء ورازق كل حى».
__________________
(١) البقرة ٥.