(إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) [الأحقاف : ٢١] ، أى : فى يوم ، والإضافة بمعنى (فى) قليل فى الكلام ، ولذلك فإنها تردّ إلى الإضافة بمعنى اللام.
(من):
تقدر (من) بين المضاف والمضاف إليه إذا كان المضاف بعض المضاف إليه ، وصالحا للإخبار عنه ، نحو : باب حديد ، أو خشب ، حيث الباب بعض الحديد ، أو بعض الخشب ، ويصحّ الإخبار به عنه ، فيصح القول مشيرا إلى الباب : هذا حديد ، ومشيرا إلى الحديد : هذا باب ، وتقول : الباب حديد ، والحديد باب.
من ذلك قوله تعالى : (عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ) [الإنسان : ٢١] ، أى : ثياب من سندس ، (فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ) [يوسف : ٤٢] ، أى : بضعا من سنين.
(وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)(١) [الأنفال : ٧٥] ، والتقدير : كتاب من الله.
ومن ذلك إضافة أسماء الأعداد إلى المعدودات ، وإضافة المقادير إلى المعدودات ، كقوله تعالى : (تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ) [البقرة : ٢٢٦] ، أى : أربعة من أشهر.
(فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ) [البقرة : ١٩٦] ، والتقدير : ثلاثة من أيام ، ومثله أن تقول : اشتريت إردبّ قمح ، أى : إردبا من قمح.
__________________
(١) (الواو) بحسب ما قبلها. (أولو) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
(الأرحام) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (بعضهم) مبتدأ ثان مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وضمير الغائبين مبنى فى محل جر بالإضافة. (أولى) خبر المبتدإ الثانى مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، والجملة الاسمية فى محل رفع خبر المبتدإ (أولو). (ببعض) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بأولى. (فى كتاب) شبه جملة متعلقة بأولى ، ويجوز أن تكون خبرا لمبتدإ محذوف تقديره : هذا. (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (إن) حرف توكيد ونصب ناسخ مبنى ، لا محل له من الإعراب. (الله) لفظ الجلالة اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (بكل) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بعليم. (شىء) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (عليم) خبر إن مرفوع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية المنسوخة ابتدائية لا محل لها من الإعراب.