ب ـ إذا وقع بعدها فعل :
إذا وقع بعد (حتى) فعل فإنه يعامل حسب معناه الزمنىّ بالنسبة لما قبلها ، فهو إما أن يكون زمنه ماضيا ، وإما أن يكون حالا ، وإما أن يكون مستقبلا. وهو فى هذا المعنى يمثل أربعة احتمالات :
أولها : أن يقع بعد (حتى) فعل مضارع زمنه للمستقبل ، وما بعدها غاية لما قبلها ، فتقدر بمعنى (إلى أن) ؛ لأن الغاية تنتهى عند بداية ما بعدها ـ حينئذ ـ والمضارع المستقبلىّ الزمن يكون منصوبا دائما.
مثل ذلك : لأنتظرنّه حتى يقدم إلىّ ، فالقدوم نهاية غاية الانتظار ، كما أنه مضارع زمنه فى المستقبل بالنسبة لما قبله ، فتكون (حتى) على تقدير : إلى أن ، أى : إلى أن يقدم ، و (يقدم) فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد (حتى) ، والمصدر المؤول (أن يقدم) مجرور بحرف الجرّ (حتى) ، وشبه الجملة متعلقة بالانتظار.
ومنه : أسير حتى تطلع الشمس.
ثانيها : أن يقع بعد (حتى) فعل مضارع زمنه للمستقبل ، وما بعدها تعليل لما قبلها ، فتقدر (حتى) بمعنى (كى) التى هى للتعليل ، ويضمر بعدها (أن) ، والغاية تنتهى عند بداية ما بعدها ، وينصب الفعل المضارع بعدها.
مثل ذلك أن تقول : أطع الله حتى يدخلك الجنة ، والتقدير : كى يدخلك ، فالغاية تنتهى عند الدخول ، وهى علة الطاعة التى تسبق (حتى) ، وما بعد (حتى) لم يكن. ينصب الفعل (يدخل) بعدها بأن مضمرة ، ويكون المصدر المؤول فى محلّ جرّ بحتى ، وشبه الجملة متعلقة بالإطاعة.
ثالثها : أن يقع بعد (حتى) فعل مضارع ، زمنه للحال ، فلا يجوز فيه النصب ، لأنّ النصب للاستقبال ـ وحينئذ ـ يلتمس فيها وجهان من المعنى :
١ ـ أن يكون ما بعدها متصلا بما قبلها ، وقد كانت (حتى) فاصلة بين ما سبقها مما حدث وما هو حادث الآن فيما بعدها ، وتقدر (حتى) بالواو ، نحو : سرت حتى أدخلها ، برفع الفعل المضارع (أدخل) ، وتكون (حتى) بمعنى الواو ، والتقدير :