كما يذكر منه قول عمر بن لجأ التميمى :
لو صنت طرفك لم ترع بصفاتها |
|
لما بدت مجلوة وجناتها (١) |
بنصب (وجنات) على التشبيه بالمفعول به ، وعلامة جرها الكسرة ، وذلك أن اسم المفعول (مجلوة) أريد به الثبوت ، فأصبح صفة مشبّهة. رفع الضمير المستتر ، ونصب المعمول السببى الظاهر.
مثل : حسن وجهه ، بنصب وجه.
ومنه قراءة ابن عبلة : (فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) [البقرة : ٢٨٣] ، بنصب (قلب) ، ويخرج النصب على أحد وجهين (٢) :
إما على البدلية من اسم (إن) ، وإما على التشبيه بالمفعول به ، والعامل الصفة المشبهة (آثم) ، وفاعلها ضمير مستتر.
وقد يخرج على التمييز عند الكوفيين ، لكنه ممتنع عند الجمهور ؛ لأن التمييز لا يكون إلا نكرة عندهم.
أما قول الشماخ :
أمن دمنتين عرّس الركب فيهما |
|
حقل الرّخامى قد عفا طللاهما |
أقامت على ربعيهما جارتا صفا |
|
كميتا الأعالى جونتا مصطلاهما (٣) |
__________________
(١) شرح التسهيل ٣ ـ ١٠٥ / المساعد ٢ ـ ٢١٨ / شرح التصريح ٢ ـ ٧٢.
(٢) الدر المصون ١ ـ ٦٨٩.
(٣) الكتاب ١ ـ ١٩٩ / الخصائص ٢ ـ ٤٢٠ / المقتصد فى شرح الإيضاح ١ ـ ٥٤٩ / شرح ألفية ابن معطى ٢ ـ ٩٩٨ / شرح ابن يعيش ٦ ـ ٨٦ / شرح التسهيل ٣ ـ ٩٩ / شرح ابن الناظم ٤٥٠ / شرح التصريح ٢ ـ ١٢٢ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١١ / ديوانه ٨٦.
الدمنة : ما بقى من الآثار ، فيهما : أى : عليهما ، على : أى : فى ، حقل الرخامى : موضع ، عفا طللاهما :
اندرس آثارهما ، الصفا ـ الجبل ، جارتا صفا ـ أراد بهما الأثفيتين ، كميتا الأعالى ـ شديدتا الحمرة ، جونتا مصطلاهما : أى : أساقلهما مسودة ، المصطلى : موضع النار.
(عرس الركب) جملة فى محل رفع ، نعت لدمنتين. (بحقل) شبه الجملة حال فى محل نصب. (قد عفا طللاهما) جملة فعلية ، حال من الدمنتين فى محل نصب. (جارتا) فاعل أقامت مرفوع ، وهو مضاف. و (صفا) مضاف إليه. (كميتا) صفة (جارتا) مرفوعة ، وعلامة رفعها الألف.
وهى مضاف ، والأعالى مضاف إليه. (جونتا) صفة ثانية لجارتا.