وفى المساعد يذكر ابن عقيل : «ودخل فى قوله : خبرية جملة الشرط ، وفى البسيط : تقع جملة الشرط حالا ، نحو : افعل هذا إن جاء زيد ، وقيل : لا ، وهو قول ابن جنى» (١).
ومنه نلمس أن كلا من ابن جنى وصاحب البسيط وابن عقيل يرون أن التركيب الشرطىّ يصح أن يقع حالا ، ولا أرى ما يمنع ذلك.
بين جملة الحال والجمل الاعتراضية :
يميّز بين جملة الحال والجملة الاعتراضية بفروق معنوية وأخرى لفظية ، نوجزها فى :
ـ جملة الحال تبين هيئة صاحبها أثناء إحداث حدث ما. فعلاقتها بما قبلها بيان هيئة ، فوجودها مقصود فى إنشاء الجملة التى وردت فيها.
أما الاعتراضية فإنه يؤتى بها لبيان معنى ليس مقصودا فى إنشاء الجملة ، وإنما تكون لمعنى تقوية ما جاءت فيه ، أو لتأكيده ، أو لمعنى آخر غير المعنى المقصود فى الجملة ، كمعنى التعظيم ، والفخر ، والتفسير ، والشكّ ... إلخ.
ـ الأصل فى جملة الحال أن تذكر بعد صاحبها وعاملها ، لا تتقدم عليهما ، دون النظر إلى آراء بعض النحاة فى هذه القضية.
لكن الجملة الاعتراضية تذكر بين أجزاء الجملة معترضة إياها ، سواء أكان مبتدأ وخبرا ، أم موصولا وصلته ، أم فعلا وفاعلا أو مفعولا به ، أم أجزاء التركيب الشرطى ، أم قسما وجوابه ، أم إن وخبرها ، أم كان واسمها ، أم المضاف والمضاف إليه ، أم غير ذلك.
أما جملة التفسير فتذكر تالية لما تفسره مما يحتاج إلى كشف حقيقته ، التى تتمثل فى معنى الجملة المفسر بها.
ـ يجوز أن تقيم مفردا مقام جملة الحال ، ولا يجوز ذلك مع الجملة الاعتراضية.
__________________
(١) المساعد ٢ ـ ٤٣.