أما قولهم : «كم ناقة وفصيلها» ، حيث إن (فصيلا) معرفة معطوفة على محل التمييز (ناقة) وهو النصب ، على أن الواو واو العطف. لكنها تؤول إلى النكرة (وفصيلا لها) ، أو أن الواو تؤول إلى معنى المعية ، فتكون (فصيل) المعرفة منصوبة على أنها مفعول معه.
أما أقوالهم : سفه نفسه ، وغبن رأيه ، وبطر عيشه ، وألم بطنه ، ووفق أمره ، ورشد أمره ، وزيد الحسن الوجه ، فقد جعلوا فيها الأسماء المعرفة المنصوبة (نفسه ، رأيه ، عيشه ، بطنه ، أمره ، أمره ، الوجه) تمييزا لما سبق عليها.
لكنّ البصريين يؤولون ذلك على عدة أوجه (١) :
أحدهما : أن تجعل الإضافة فيه منوية الانفصال ، فيحكم على المضاف بأنه نكرة.
الثانى : أن يضمّن الفعل المذكور اللازم معنى فعل متعد ، فيصير المنصوب منصوبا على المفعولية ، كأنه قيل : سفّه بالتضعيف ، سوّأ رأيه ، ...
الثالث : أن ينصب المنصوب بإسقاط حرف الجر ، كأنه قيل : غبن فى رأيه ، ألم فى رأسه ، وجع فى بطنه ، ... ثم أسقط حرف الجر ، فتعدى الفعل ، فنصب.
الرابع : أن يكون المنصوب منصوبا على التشبيه بالمفعول به ، ويحمل الفعل اللازم على الفعل المتعدى.
المطابقة بين التمييز ومميّزه
تدور قضية المطابقة بين التمييز وما يميزه فى ثلاثة محاور : المطابقة بينهما ، والمخالفة فى التطابق ، وجواز المحورين السابقين ، والمقصود بالمطابقة أن يكون التمييز مماثلا لمميّزه فى العدد : (الإفراد والتثنية والجمع) ، وفى النوع : (التذكير والتأنيث) (٢).
__________________
(١) ينظر : شرح التسهيل لابن مالك ٢ ـ ٣٨٧.
(٢) ينظر : ارتشاف الضرب ٢ ـ ٣٨٠.