احتج على من جعله بمنزلة إسماعيل ، لأن لإسماعيل نظيرا في أسماء العرب المفردة في عدة الحروف وهو أشهيبات : (كهيعص) ليس كذلك (١). إذن شرط ضم الاسمين إلى بعضهما البعض وجعلهما اسما واحدا ، أن يكون لكل اسم منهما مثيل في اللغة كـ «طسم» بخلاف (كهيعص) حيث لا مثيل له. ومن ثمّ لا يجوز وصل خمسة أحرف إلى خمسة أحرف أخرى لتجعلها جميعا اسما واحدا لما في ذلك من الثقل وعدم ورود الشبيه في اللغة ، وأورد ابن سيده أن أبا على الفارسي ذكر أن يونس كان يجيز (كهيعص) وتفرقه إلى «كاف ها يا عين صاد» فيجعل صاد مضموما إلى كاف كما يضم الاسم إلى الاسم ويعجل الياء فيه حشوا أي لا يعتد به (٢).
وجاء في الهمع أن السبب في منع إعراب «كهيعص وحم عسق» هو عدم وجود نظير لهما في الأسماء المعربة ولا تركيب المزج ، لأنه لا يركب أسماء كثيرة (٣).
ثم قال : «وأجاز يونس في (كهيعص) أن تكون كلمة مفتوحة ، والصاد مضمومة ووجهه أن جعله اسما أعجميّا وأعربه وإن لم يكن له نظير في الأسماء المعربة (٤). فالسبب الذي جعل «يونس» يذهب إلى إعراب (كهيعص) هو أنه نظر إليه على أساس العجمة وإن لم يكن له نظير في الأسماء المعربة.
__________________
(١) المخصص لابن سيده ١٧ / ٣٨.
(٢) المخصص ١٧ / ٣٨.
(٣) الهمع ١ / ٣٥.
(٤) نفس المصدر ١ / ٣٥.