وأجعله بمنزلة إسماعيل لم يجز لأن إسماعيل قد جاء عدة حروفه على عدة حروف أكثر العربية نحو أشهيبات وكهيعص ليس على عدة حروفه شيء ، ولا يجوز فيه إلا الحكاية» (١). وقد عقب أبو سعيد السيرافي على كلام سيبويه وسبب تطويله احترازاته ـ كما أورد ذلك ابن سيده في المخصص على لسان أبي سعيد : «طوّل سيبويه هذا الفصل لأنه أورد وجوها من الشبه على ما ذهب إليه في حكاية (كهيعص) و (المر) وذلك أن أصل ما بني عليه الكلام أن الاسمين إذا جعلا اسما واحدا فكل واحد منهما موجود مثله في الأسماء المفردة ، ثم يضم أحدهما إلى الآخر ، فمن أجل ذلك أجاز في «طسم» أن يكون اسمين جعلا اسما واحدا ، فجعل «طاسين» اسما بمنزلة «هابيل» وأضافه إلى «ميم» وهو اسم موجود مثله في المفردات ، ولا يمكن مثل ذلك في (كهيعص) و (المر) إذا جعل الاسمان اسما واحدا لم يجز أن يضم إليهما شيء آخر فيصير الجميع اسما واحدا لم يجز لأنه لم يوجد مثل حضرموت في كلام العرب موصولا بغيره. فقال سيبويه : لم يجعلوا «طاسين» كحضرموت فيضموا إليها «ميم» لئلا يقول قائل : إن اسمين جعلا اسما واحدا ثم ضم إليهما شيء آخر ، وكأن قائلا قال : اجعلوا الكاف والهاء اسما ثم اجعلوا الياء والعين اسما ، ثم ضموه إلى الأول فيصير الجميع كاسم واحد ثم صلوه بالصاد ، فقال : لم أر مثل حضرموت يضم إليه مثله في كلامهم ، وهذا أبعد ، بأن يضم إليهما الصاد بعد ذلك. ثم
__________________
(١) سيبويه ٢ / ٣١ ، وانظر ما ينصرف / ٦٣.