نحن نعلم أن المؤنث الثلاثي ساكن الوسط كهند ودعد يجوز فيه الصرف والمنع على مذهب سيبويه. وبناء على ذلك فلو سمينا مؤنثا بعلم مذكر ثلاثي ساكن الوسط «كزيد وعمرو وهود» فإنه ينطبق عليه نفس القاعدة السابقة من جواز الصرف وعدمه.
لكن ذهب بعض النحاة إلى أن «هند ودعد» وغيرهما من الأعلام المؤنثة الثلاثية ساكنه الوسط لا يجوز صرفها. وعلى هذا فلا يجوز صرف علم مذكر ثلاثي ساكن الوسط سمينا به مؤنثا «كزيد وعمرو وهود» وترتب على هذه القاعدة وجوب منع الصرف في «هود ونوح» إذا جعلا اسمين للسورة. و «أما حم» فلا ينصرف جعلته اسما للسورة أو أضفته إليه ، لأنهم أنزلوه بمنزلة اسم أعجمي نحو «هابيل وقابيل». وقال الشاعر (وهو الكميت) :
وجدنا لكم في آل حميم آية |
|
تأولها منا تقي ومعرب (١) |
«الشاهد في ترك صرف حميم ؛ لأنه وافق بناء ما لا ينصرف من الأعجمية نحو «هابيل وقابيل» وما أشبهه ، يقول هذا لبني هاشم وكان هاشما فيهم ، وأراد بآل حميم السور التي أولها حميم فجعل «حم» اسما للكلمة ، ثم أضاف السور إليها إضافة النسب إلى قرابة ، كما تقول : آل فلان» (٢).
وقال :
أو كتبا بيّن من حاميما |
|
قد علمت أنباء إبراهيما (٣) |
__________________
(١) سيبويه ٢ / ٣٠. البيت للكميت بن زيد ، انظر المقتضب ١ / ٢٣٨ ، الخزانة ٢ / ٢٠٨.
(٢) شرح الشواهد للشنتمري ٢ / ٣٠.
(٣) البيت للحماني ـ انظر شرح شواهد سيبويه للشنتمري ٢ / ٣٠.