أحدهما : أن تحذف السورة وتقدر إضافتها إلى الاسم المبقى فتحذف المضاف وتقيم المضاف إليه مقامه.
والآخر : أن يكون اللفظ المبقى اسم السورة ولا تقدر إضافة ، فإذا كانت الإضافة مقدرة ، فالاسم المبقى يجرى في الصرف ومنعه على ما يستحقه في نفسه إذا جعل اسما للسورة فهو بمنزلة امرأة سميت بذلك فأمّا يونس ويوسف وإبراهيم فسواء جعلتها اسما للسورة أو قدرت الإضافة فإنها لا تنصرف ، لأن هذه الأسماء في أنفسها لا تنصرف ، فأما هود ونوح فإن قدرت فيهما الإضافة فهما منصرفان كقولك : هذه هود ، لأنك تريد هذه سورة هود وقرأت سورة هود .. وإذا جعلتهما اسمين للسورة فهما لا ينصرفان على مذهب سيبويه ومن وافقه ممن يقول إن المرأة إذا سميت «بزيد» تصرف ولا تصرف ، فهو يجيز في «نوح وهود» إذا كانا اسمين للسورتين أن يصرف ولا يصرف وكان بعض النحويين يقول إنها لا تصرف ، وكان من مذهبه أن «هندا» لا يجوز صرفها ولا صرف شيء من المؤنث يسمى باسم على ثلاثة أحرف أوسطها ساكن ، كان ذلك الاسم مذكرا أو مؤنثا ، ولا يصرف دعدا ولا جملا ولا نعما» (١).
هذا النص يحتوي على جملة أمور قد بيّنا أكثرها فيما مضى ، ولكن هناك نقطة ينبغي الوقوف عندها قليلا ، وهي مسألة العلم المؤنث الثلاثي ساكن الوسط وقد تكلمنا عنها سابقا ولكن نعيدها هنا لارتباطها بأسماء السور.
__________________
(١) المخصص ١٧ / ٣٦ ـ ٣٧.