الشاهد في ترك صرف «حاميم» على ما تقدم ، ذكر أن القرآن ، وما تضمنه من أمر النبي عليه الصلاة والسّلام معلوم عند أهل الكتاب ، وخص سور حاميم لكثرة ما فيها من القصص والنبيين ، وأراد بأبناء إبراهيم أهل الكتاب من بني إسرائيل لأنهم من ولد إسرائيل وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم (١).
وقال المبرد : «وأما «حاميم» فإنه اسم أعجمي لا ينصرف للسورة جعلته أو للحرف ولا يقع مثله في أمثلة العرب لا يكون اسم على فاعيل ، فإنما تقديره تقدير هابيل» (٢) ومثل «حاميم» في الحكم «طس» و «يس» إذا جعلا اسمين. واعلم أنه لا يجيء في كلامهم على بناء «حاميم» و «ياسين» وإن أردت في هذا الحكاية تركته وقفا على حاله (٣). لأنها حروف مقطعة مبنية.
وقد يجوز كما قرأ بعضهم أن نقول : ياسين والقرآن ، وقاف والقرآن فكأنه عدهما أسماء أعجمية ممنوعة من الصرف لذلك ، وهي منصوبة بفعل مقدر «فكأنه جعله اسما أعجميّا ثم قال «أذكر ياسين» (٤). وفي ذلك يقول ابن سيده : «وحكي أن بعضهم قرأ ياسين والقرآن ، وقاف والقرآن ، فجعل «ياسين» اسما غير منصرف وقدر «أذكر ياسين» وجعل قاف اسما للسورة ولم يصرف ، وكذلك إذا فتح «صاد» ويجوز أن يكون «ياسين وقاف وصاد» أسماء غير متمكنة على الفتح كما قالوا : كيف وأين» (٥).
__________________
(١) شرح الشواهد للشنتمري. الكتاب ٢ / ٣٠ ـ ٣١.
(٢) المقتضب ٣ / ٣٥٥ ـ ٣٥٦.
(٣) سيبويه ٢ / ٣٠.
(٤) نفس المصدر ٢ / ٣٠.
(٥) المخصص ١٧ / ٣٧.