فالشاهد في البيت هو ترك صرف «عاد» للعلمية والتأنيث حيث قدره بمعنى القبيلة وإن كان الغالب فيه هو صرفه ؛ لأنه بمعنى الحي كمعد. وقال (ولم يذكر الشاعر) :
لو شهد عاد في زمان عاد |
|
لابتزها مبارك الجلاد (١) |
والشاهد في البيت هو في ترك «عاد» من الصرف حملا على معنى القبيلة كما مر في البيت السابق ، وإن كان يجوز فيه الصرف وهو الغالب.
٥) وبعد أن ألقينا نظرة على أسماء الأرضين التي يجوز تفسيرها بمعنى الحي وبمعنى القبيلة ، وما يترتب على ذلك من جواز الصرف وعدم الصرف ننتقل إلى الأسماء التي لم تستعمل إلا للقبيلة بمعنى أنها مؤنثة وبناء على ذلك هي ممنوعة من الصرف للعلمية والتأنيث من مثل «يهود ومجوس» والذي أسماه سيبويه «بباب ما لم يقع إلا اسما للقبيلة» وقال : «كما أن «عمان» لم يقع إلا اسما لمؤنث وكان التأنيث هو الغالب عليها وكذلك «مجوس ويهود» قال الشاعر (هو امرؤ القيس) :
أحار أريك برقا هبّ وهنا |
|
كنار مجوس تستعر استعارا |
وقال (لرجل من الأنصار)
أولئك أولى من يهود بمدحة |
|
إذا أنت يوما قلتها لم تؤنّب (٢) |
والشاهد في البيتين هو ترك صرف «مجوس ويهود» حملا على معنى القبيلة وهو الغالب والكثير ، وقد يجوز على قلة صرفهما إذا أردنا معنى
__________________
(١) نفس المصدر ٢ / ٢٧.
(٢) نفس المصدر ٢ / ٢٨ ـ ٢٩.