الحي. لكن هنا نقطة يجدر بنا أن نشير إليها وهي متعلقة بكلمة «يهود» فإننا لو حملناها على معنى الحي فهي ممنوعة من الصرف ومنعها من الصرف ليس للعلمية والتأنيث وإنما للعلمية ووزن الفعل وذلك لزيادة الياء في أولها .. «فلو سميت رجلا بمجوس لم تصرفه كما لا تصرفه إذا سميته «بعمان» (١) ويقول ابن السراج : «وأما مجوس ويهود فلم تقع إلا اسما للقبيلة ، ولو سميت رجلا بمجوس لم تصرفه» (٢) وشبه سيبويه دخول الألف واللام عليهما بدخول الألف واللام على زنجي وزنج» وأما قولهم اليهود والمجوس فإنما أدخلوا الألف واللام ههنا كما أدخلوها في المجوسي واليهودي ، لأنهم أرادوا اليهوديين والمجوسيين ولكنهم حذفوا ياءي الإضافة وشبهوا ذلك بقولهم زنجي وزنج إذا أدخلوا الألف واللام على هذا فكأنك أدخلتها على يهوديين ومجوسيين وحذفوا ياءي الإضافة وأشباه ذلك ، فإن أخرجت الألفة واللام من المجوس صار نكرة كما أنك لو أخرجتها من المجوسيين صار نكرة» (٣) ، وأورد ابن السراج في أصوله نفس القاعدة السابقة عند سيبويه فقال : «وأما قولهم : اليهود والمجوس فإنما أرادوا المجوسيين واليهوديين ولكنهم حذفوا ياءي الإضافة ، كما قالوا : زنجي وزنج» (٤) بينما فصل الزجاج هذه النقطة بصورة أكثر وقال : «هذا الباب يجري على ثلاثة أوجه : فأحدها وهو شرح ما قال سيبويه : أن «مجوس» و «يهود» اسم لهذا الجيل ، نحو «سند» و «وهند»
__________________
(١) سيبويه ٢ / ٢٩.
(٢) الأصول ٢ / ١٠١.
(٣) سيبويه ٢ / ٢٩.
(٤) الأصول ٢ / ١٠ ـ ١٠٤.