الدّرس السابع والأربعون :
التّصغير
صديقتي الشّمس
لم ينجح سليمان في مجابهة الشّمس بعينين مفتوحتين فأحنى رأسه مكتئبا وقال لأمّه : «الشّمس تكرهني» فقالت الأم : «الشمس تحبّ كلّ النّاس يا بني».
فقال الطّفل ، بعد هنيهة ، بإصرار ، «الشّمس لا تحبّني». ورحل النّهار مصطحبا معه شمسه الصّغيرة ذات الوجه الشّاحب ، وهطلت الأمطار غزيرة في اللّيل ؛ ثمّ أقبل الصّباح أبيض رطبا. وصاح الطّفل فرحا حين عثر في باحة البيت على عصفور صغير يرتعش من البرد ، وقد بلّله المطر ؛ وسارع إلى إطعام العصفور لقيمات من فتات الخبز غير أنّ العصفور ظلّ ضعيفا ، يرتجف من الصقيع والخوف. وبدا للطّفل أن العصفور قد يموت في أيّ لحظة ، فأحسّ بالاضطراب والجزع يتملّكان سويداء قلبه. ولكن ما إن رحلت الغيمات الرّمادية ، وعادت الشّمس إلى الظّهور حتى بدأ العصفور ينطنط بمرح. بعيد ذلك طار العصفور مرفرفا بجناحيه نافضا عنهما حبيبات المطر.
|
زكريّا تامر بتصرّف |