الدّرس الأربعون :
العدد والمعدود
قناة السّويس
لمّا خلّف اسماعيل باشا سعيدا على عرش مصر سنة ألف وثماني مئة وثلاث وستّين ، أقّر دي لسبس على مشروعه وبذل له المساعدة ؛ ولم تمض ستّ سنوات حتّى تمّ العمل ، وأنجز حفر التّرعة. وكان عرضها إذ ذاك اثنين وعشرين مترا وعمقها ثمانية أمتار. أمّا نفقات إنشائها فبلغت ثلاث مئة وستين مليونا من الفرنكات ذهبا. لكنّ أعمالا أخرى قد تمّت بعد ذلك تحسينا وتوسيعا ، حتّى أصبح عرضها خمسة وأربعين مترا ، عام ألف وثماني مئة واثنين وتسعين. أمّا اليوم فيبلغ طولها مئة وستّين كيلومترا ، وعرضها مئة متر ، أمّا عمقها فهو اثنا عشر مترا. وتمرّ البواخر فيها ليلا نهارا ؛ وليس من الصّعب عبورها. وهي مضاءة بالكهرباء ليلا ، ويزداد عدد البواخر الّتي تمرّ فيها ازديادا مطردا.
وكان يديرها منذ عام ألف وثماني مئة وخمسة وثمانين مجلس مؤلّف من اثنين وثلاثين عضوا. وكانت