الدّرس الرابع عشر :
المفعول به
فضل بلادي
١ ـ تلقّى عامر نهار أمس رسالة من صديق طال عنه غيابه ، وانقطعت عنه رسائله وأخباره ، وأصابه من ذلك قلق شديد ؛ فلمّا وصلت أمس رسالته ، كان فعلها في نفسه شبيها بفعل الغيث في تربة فتّت قلبها الجفاف.
٢ ـ وفضّ عامر الرسالة ، وراح يلتهم كلّ كلمة من كلماتها ويقفز فوق كلماتها ، يريد أن يصل إلى آخر حرف فيها. كلّ ذلك ليزيل قلقا سلبه صفو حياته.
٣ ـ ولما أنهى القراءة سألته أمّه :
وماذا قرأت يا عامر؟ أجاب : أخبارا كثيرة يا أمّي.
أتصدّقين يا أمي أنّه لم يتلقّ منّا أيّ رسالة منذ شهور!
أحقا تقول يا عامر؟ أجاب عامر : الحق أقول يا أمّي.
والسبب يا عامر؟ أجاب عامر : السبب إهمال موظّفي البريد ، وهذا يؤيد ما تقولينه لنا دائما يا أمّي.
وماذا أقول لكم يا عامر؟ تقولين : أنتم لا تعرفون فضل بلادكم حتّى تتعرّفوا إلى بلاد الآخرين.