الدّرس الثامن والعشرون :
أسماء الإشارة
دروب الرّيف
الدّرب في الرّيف غير الدّرب في المدينة ، تنهض من هذه الوهدة إلى تلك الرّبوة ، تمرّ من أمام الشّجرة ، وتدور من خلف تلك ، تعرّج على عين ماء ، وتتوقّف في ظلّ حائط ، وتنطرح على باب بيت ؛ تمشي على هواها ، والدّرب في المدينة تمشي في خطّ مستقيم.
والدّرب في الريف بيضاء تتلوّى في خضرة ، وهي في المدينة سوداء ، فاحمة ، يعوزها الشّجر على الجانبين لتأنس بعض الأنس فوق ذلك السّواد الطّويل. وكلّ درب في الرّيف قديم ؛ فيقولون عندنا : هذا حوّل دربه عنّا ، يعنون أنّه غيّر معالم الحدّ وخرج على القانون.
لذلك تجد الدّروب الرّيفيّة محطّات للتّذكّر ، فهنا زفّت عروس ، وهناك خرجوا بنعش ، وهنالك وقفوا ولوّحوا بالمناديل.
أمين نخلة (بتصرّف)