|
ان النبي صلىاللهعليهوآله ازاء هذا المعتقد والتعبئة والتطويق للقبائل لصيانتها من التأثر بمشروعه الالهي كان لابد له من عمل يقوم به يؤدي كسر الطوق عن القبائل وفضح قريش لديها بانها هي المعتدية وان محمدا صلىاللهعليهوآله يعظم البيت ويطلب السلم وانه نبي قد بعث لإحياء دين ابراهيم وتحرير الحج من بدع قريش. ولا يوجد الا عمل واحد يحقق له ذلك وهو المبادرة بالعمرة في اشهرالحج حيث تتوافد القبائل نحو مكة للحج ، وتلبس محمد واصحابه بالإحرام يعني ان محمدا ومن معه جاءوا مسالمين ، كما ان سرق الهدي معهم يفرض ان يكون النحر في مكة وهو يستلزم الصلح مع اهل مكة لانها دارهم. وهذه المبادرة تفضح قريشا المشركة وعلى راسها ابو سفيان عند حلفائها وتظهر حقانية محمد صلىاللهعليهوآله سواء وافقت على الصلح وسمحت لمحمد ان يؤدي نسكه او رفضت الصلح ورفضت ان يدخل النبي مكة ليؤدي مناسكه |
ان الحسن عليهالسلام ازاء مبادرة معاوية في الصلح التي تكرس الانشقاق وتحافظ على جهل اهل الشام بحقيقة الخلافة القرشية وبحقيقة نهضة علي ، لابد له من مبادرة في قبالها تؤدي الى معالجة الانشقاق وتفضح معاوية لدى اهل الشام وتكشف عن حقانية علي وظلامته وامامته الالهية بعد الرسول صلىاللهعليهوآله وان سيرته هي عين سيرة النبي صلىاللهعليهوآله وان الخلفاء الذين استند اليهم معاوية كانوا قد منعوا نشر سنة النبي والعمل بها وان عليا قد احياها بنهضته. ولا توجد الا صياغة واحدة تحقق للحسن ذلك وهي ان يبادر الحسن بالتنازل المشروط عن ملك العراق لمعاوية لتكون الامة واحدة ويختلط اهل العراق باهل الشام من موقع المحبة والاحترام ، لان هذه الصيغة سوف تكشف رغبة متناهية عند الحسن في تحقيق الصلح ومعالجة الانشقاق حين قدم اختيار اهل الشام على اختبار اهل العراق وحين ربط الحكم والشروط بالكتاب والسنة فقط وحين وافق اهل العراق على صياغة امامهم. وهذه المبادرة الحسنية تفضح قريشا الاموية وعلى راسها معاوية بن ابي سفيان عند اهل الشام ، وتظهر حقانية علي ، فهو ان رفضها صار ملوما عند اصحابه وعرفوا انه لم يكن جديا في عرضه الصلح على الحسن وانه مصر على الحرب ، وان وافق عليها فانه سوف يفتضح حين يختلط اهل الشام باهل العراق ويسمعون الحقيقة من اصحاب النبي فيه وفي علي وفي الخلفاء. |