وقد روى ابن قتيبة كلام عدي في صفين : قال قام عدي بن حاتم ، فقال : أيها الناس ، إنه والله لو غير علي دعانا إلى قتال أهل الصلاة ما أجبناه ، ولا وقع بأمر قط إلا ومعه من الله برهان ، وفي يديه من الله سبب ...
وقاتل أهل الجمل على النكث ، وأهل الشام على البغي ،
فانظروا في أموركم وأمره ، فإن كان له عليكم فضل ، فليس لكم مثله ، فسلموا له ، وإلا فنازعوا عليه ،
والله لئن كان إلى العلم بالكتاب والسنة إنه لأعلم الناس بهما ،
ولئن كان إلى الإسلام إنه لأخو نبي الله ، والرأس في الإسلام ،
ولئن كان إلى الزهد والعبادة ، إنه لأظهر الناس زهدا ، وأنهكهم عبادة ،
ولئن كان إلى العقول والنحائز إنه لأشد الناس عقلا ، وأكرمهم نحيزة ،
ولئن كان إلى الشرف والنجدة إنه لأعظم الناس شرفا ونجدة. (١)
قال الأحنف بن قيس دخلت على معاوية فقدم لي من الحار والبارد والحلو والحامض ما كثر تعجبي منه ثم قدم لونا لم اعرف ما هو.
فقلت ما هذا؟
فقال مصارين البط محشوة بالمخ قد قلي بدهن الفستق وذر عليه بالطبرزد.
فبكيت فقال ما يبكيك؟
قلت ذكرت عليا بينا أنا عنده وحضر وقت الطعام وإفطاره وسألني المقام فجئ له بجراب مختوم
فقلت ما في هذا الجراب؟
قال سويق شعير.
قلت خفت عليه ان يؤخذ؟ أم بخلت به؟
__________________
(١) ابن قتيبة ، الامام والسياسة ، الشريف الرضي قم ١٤١٣ ، ج ١ ص ١٤١.