وعن سعيد بن عبد العزيز أن الحسن بن علي بن أبي طالب سمع إلى جنبه رجلا يسأل أن يرزقه الله عشرة آلاف درهم فانصرف فبعث بها إليه.
قال هشام بن حسان ، عن ابن سيرين : إن الحسن بن علي كان يجيز الرجل الواحد بمئة ألف.
قاسم الله تعالى ماله ثلاث مرات وخرج من ماله لله تعالى مرتين. (١)
سأله رجل فأعطاه خمسين ألف درهم وخمسمائة دينار وقال له ائت بحمال يحمللك ، فأتى بحمال فأعطاه طيلسانة فقال هذا كرى الحمال.
وجاءه بعض الأعراب فقال : اعطوه ما في الخزانة ، فوجد فيها عشرون ألف درهم فدفعت إليه ، فقال الأعرابي يا مولاي الا تركتني ابوح بحاجتي وانشر مدحتي؟ فانشأ الحسن يقول :
نحن أناس نوالنا خضل |
|
يرتع فيه الرجاء والامل |
تجود قبل السؤال انفسنا |
|
خوفا على ماء وجه من يسل (٢) |
أقول :
من الواضح ان هذا التصرف من الحسن عليهالسلام يستهدف الضغط على معاوية وإثارته ليقتدي بالحسن وليكون اكثر كرما منه وبذلك يتحرك المال الذي اكتنزه معاوية في خزانته في المجتمع لقضاء حوائج الناس. ومع ذلك كله فان معاوية لا يلحق بالحسن عليهالسلام لانه عليهالسلام قاسم الله عز وجل ثلاث مرات ماله حتى ان كان يعطي نعلا ويمسك نعلا ويعطى خفا ويمسك خفا. وخرج من ماله مرتين (رواه ابن حبيب). (٣)
روي أنه عليهالسلام كان مارا في بعض حيطان المدينة فرأى أسود بيده رغيف يأكل لقمة ويطعم الكلب لقمة إلى أن شاطره الرغيف ، فقال له الحسن : ما حملك على أن شاطرته
__________________
(١) المزي ، تهذيب الكمال ج ٢ ص ٥٩٠ ـ ٥٩١ ، ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج ١٤ ص ٧٤.
(٢) المجلسي ، بحار الانوار ج ٤٣ ص ٢٥٣ نقل عن المناقب لابن شهر آشوب ص ١٤.
(٣) ومثله عن المدائني المحمودي ٩.