ذريته من سنة ١٤٤ هجرية لتغييرثقافة الولاء المنتشرة التي تدعو إلى الإمامة الإلهية لأهل البيت عليهمالسلام والى محبة ذرية فاطمة عليهاالسلام هذه المحبة التي تجعل حركاتهم السياسية موضع تأييد وترجيح بشكل عام ،
ان سيف بن عمر ألف كتابيه تلبية لرغبة الاعلام العباسي ، ولتحقيق الهدفين الآنفي الذكر اللذين اشرنا إليهما ، ولا ينافي ذلك كونه متهم بالزندقة بل هذا الاتهام هو المناسب لمن يقدم على تشويه روايات التاريخ والعقائد.
أقول : ولم يكن سيف بن عمر هو الوحيد الذي خدم العباسيين في تحقيق أهدافهم الماكرة فقد كان له نظراء أمثال عبد الرحمن بن مالك بن مغول وأبي مخنف وشبابة بن سوار ونظرائهم (١) ممن روى وكتب في القرن الأول من العهد العباسي لتشويه تاريخ علي والحسن والحسين عليهمالسلام وتاريخ الكوفيين معهم الذين امنوا بمشروعهم الإحيائي للسنة النبوية ، وتأتي قراءتنا الجديدة لصلح الامام الحسن عليهالسلام من اجل تسليط الدراسة المقارنة لروايات الحادثة المعينة لكشف الحقيقة الضائعة.
ب. رواية عبد الرحمن بن مالك بن مغول تـ ١٩٥
اما النموذج الثاني فهو رواية عبد الرحمن بن مالك بن مغول عن أبيه عن الشعبي أنَّه قال : قال لي الشعبي : وأحذِّركم هذه الأهواء المظلة وشرُّها الرافضة لم يدخلوا في الإسلام رغبةً ولا رهبةً ولكن مقتاً لأهل الإسلام وبغياً عليهم قد حرَّقهم علي عليهالسلام بالنَّار ونفاهم إلى البلدان منهم عبد الله بن سبأ يهودي من صنعاء نفاه إلى ساباط ، وعبد الله بن يسار نفاه إلى خازر ، وآية ذلك محنة الرافضة محنة اليهود قالت اليهود : لا يصلح الملك إلَّا في آل داود ، وقالت الرافضة : لا تصلح الإمامة إلَّا في ولد علي ، وقالت : لا جهاد في سبيل الله حتَّى يخرج المهدي وينادي منادي من السماء ... (٢)
__________________
(١) ليس معنى ذلك ان هذه الشخصيات متساوية فيما وضعت بل قد يضع هذا الراوي حديثا أو حديثين أو يحرف قضية أو قضيتين ويحرف الآخر عشرات بل مئات ونموذجهم سيف ، وكذلك ليس معنى ذلك اننا لا نجد ولو رواية صحيحة واحدة عند أمثال سيف ومن هنا لا بد من مقارنة رواياتهم مع روايات غيرهم ثم عرضها على المعروف الثابت من الحوادث وعقيدة الاشخاص موضوع الرواية.
(٢) ابن تيمية ، منهاج السنة ج ١ ص ٢٣ ـ ٣٤ عن أبي جعفر بن شاهين ت ٣٨٥ هـ في كتاب اللطيف في