المقلدين ان ترك الحوض في ما جريات معاوية وقبائحه وآفاته ومظالمه وهو الواجب وهذا خطأ واضح وغلط فاضح وقال بعضهم انه الاحوط والاسلم وهذا وان كان فاسدا الا انه اهون مما قبله ثم الطامة الكبرى ان بعضهم اثبت له أجرا وثوابا ولعل ذلك بسبب جده واجتهاده في قتال امير المؤمنين كرم الله وجهه وعدم توانيه وتقصيره في مناصبته وعداوته يقولون ذلك ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ان من ابعد البعيد دعوى اثابة الباغي وحصول الاجر للطاغي ومن السخافة ترشيح معاوية نفسه للاجتهاد كما يزعمون في تطلب حق يطمع ويزعم انه اولى به من علي كرم الله وجهه كيف وهو باب مدينة العلم وما كان من الصحابة من يقول سلوني غيره ولولا المجازفة وعدم وضع الاشياء في مواضعها لما دار ذلك في خلد بشر فأنا لله وانا إليه راجعون.
ان ما يذكره بعض هؤلاء من الاعذار الباردة عن معاوية واعوانه هو الذي سبب استسلام المسلمين لكل قاهر غشوم ومستبد ظلوم وبالتقليد الاعمى تفرقوا شيعا ونبذوا كتاب الله فالاعتذار عن معاوية وعن كل ذي ملك عضوض هو في الحقيقة جناية على الاسلام وإذا شئت معرفة فساد كل شبهة يوردها عليك هؤلاء المقلدون فدونك هذه الرسالة فأنها قد شحنت بالحق الصراح وماذا بعد الحق الا الضلال واسأل الله التوفيق في القول والعمل وصلى الله على رسوله الامين وآله وصحبه والتابعين واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين.
قال ذلك وكتبه الحقير صالح بن علي بن ناصر بن علي جابر اليافعي عفى الله عنه آمين.