ولرسوله وما ارتكبه من معاصيه وسينكشف الغطاء عن جميع ذلك يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها والخصوم إذ ذاك الآلاف المؤلفة من المسلمين والحكم إذ ذاك من لاتخفى عليه خافية فيومئذ لا يعذب عذابه احد ولا يوثق وثاقه احد.
ربما يقول قائل انت تطالب الناس اليوم ان يوافقوا الامام عليا ومن هو على طريقته من كبار الصحابة في شأن معاوية وبغضه واستباحة لعنه وهم نعم القدوة والاسوة كما ذكرت ولكنا وجدنا كثيرا من اهل القرون الاولى كالامام الشافعي ونظرائه قد اهملوا تلك الاقوال وسكتوا عنها فهل لا يسعنا ما وسع اولئك الائمة من السكوت والاعراض عن هذه المشاجرات وطرحها جانبا.
فنقول له لا يسعكم ما وسعهم لانهم معذورون فيما سكتوا عنه ولا كذلك انتم. انهم وجدوا في زمان كانت الدولة والصولة والشوكة لبني امية وامرائهم العتاة الذين لا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمة فلا يتجاسر احد ان يعلن أو يصرح بما يعرفه ويعتقده من مثالب اسلافهم وتوغلهم في البغي والظلم ثم اتى زمان بني العباس فكانوا على بغضهم وعداوتهم لبني امية يضيقون ذرعا بكل فضيلة واتباع وانتماء إلى علي واهل بيته عليهم السلام وكان اهل البيت وشيعتهم في ايام تينك الدولتين بل وفي امرة ابن الزبير (١)
__________________
(١) نقل أبو الفرج عن المدائني عن ابي بكر الهذلي قال : كان عبدالله بن الزبير قد اغري ببني هاشم يتبعهم بكل مكروه ويغري بهم ويخطب بهم على المنابر ويصرح ويعرض بذكرهم فربما عارضه بن عباس وغيره منهم ثم بدا له فحبس ابن الحنفية في سجن عادم ثم جمعه وسائر من كان بحضرته من بني هاشم فجعلهم في محبس له وملاه حطبا واضرم فيه النار وقد كان بلغه ان ابا عبدالله الجدلي وسائر شيعة ابن الحنفية قد وافوا لنصرته ومحاربة ابن الزبير فكان ذلك سبب ايقاعه يبه وبلغ ابا عبدالله الخبر فوافى ساعة اضرمت النار عليهم فاطفأها واستنقذهم واخرج ابن الحنفية من جوار ابن الزبير من يومئذ انتهى وقد اشار في الكامل إلى القصة وذكرها اهل الاخبار.