عليه الاحاديث الصحيحة المتعددة التي لم يبق معها ريبة للمنصف في سوء حال معاوية وفسادنيته واستخفافه بالدين وجرأته على الله وعلى رسوله ثم نتبعها بما ثبت بالتواتر والنقل الصحيح من موبقاته العظيمة وفظالعه الجسيمة جازاه الله بما هو أهله. والبغي كما في القاموس وغيره هو التعدي والظلم والعدول عن الحق والاستطالة الكذب وقال الابي : البغي عرفا الخروج عن طاعة الامام مغالبة له (انتهي).
وقد بايع المسلمون عليا عليه السلام بعد مقتل عثمان رضى الله عنه وفيهم أهل الحل والعقد من المهاجرين الاولين والانصار وذوي السوابق وتأخر معاوية بأهل الشام وحبس عنده رسول علي كرم الله وجهه إليه مدة حتى انتهت وقعة الجمل ثم تستر عن بغيه بالطلب بدم عثمان وغر أهل الشام واستغواهم وكذب عليهم فأخبرهم ان عليا قتل عثمان وأقام لهم شهود الزور بذلك ونشر قميص عثمان على المنبر مخضبا بالدم حتى خرج علي عليه السلام إليه في أهل العراق وخرج هو بأهل الشام إلى ان التقيا بصفين وكان من أمر وقائعها ما هو مشروح في كتب السير والتواريخ وقتل في تلك الوقائع من المسلمين سبعون الفا خمسون الفا من أهل الشام وعشرون الفا من أهل العراق قال : العلامة الزرقايي في نهج المسالك اتى علي رضي الله عنه في اهل العراق في سبعين الفا فيهم تسعون بدريا وسبعمائة من أهل بيعة الرضوان واربعمائة من سائر المهاجرين والانصار وخرج معاوية في أهل الشام في خمسة وثمانين الفا ليس فيهم من الانصار الا النعمان ابن بشير ومسلمة بن مخلد انتهى.
وفي العقد الفريد عن أبي الحسن قال لم يبايع اهل الشام معاوية بالخلافة حين خرج وانما بايعوا على الطلب بدم عثمان فلما كان من أمر الحكمين ما كان بايعوه بالخلافة فكتب إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله