أخبرنا أبو القاسم الشحامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو بكر بن شاذان ـ ببغداد ـ أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، نا عمرو بن خالد الأسدي ، أنا أبو حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين ، قال : خرج الحسن يطوف بالكعبة فقام إليه رجل فقال : يا أبا محمّد اذهب معي في حاجتي إلى فلان. فترك الطواف وذهب معه فلما ذهب خرج إليه رجل حاسد للرجل الذي ذهب معه ، فقال : يا أبا محمّد تركت الطواف وذهبت مع فلان إلى حاجته؟ قال : فقال له حسن : وكيف لا أذهب معه؟ ورسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من ذهب في حاجة أخيه المسلم فقضيت حاجته كتبت له حجّة وعمرة ، وإن لم تقض له كتبت له عمرة» فقد اكتسبت حجة وعمرة ورجعت إلى طوافي [٣٢٦٦].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن محمّد بن الفهم (١) ، نا محمد بن سعد ، أنا مسلم بن إبراهيم ، عن القاسم بن الفضل ، نا أبو هارون ، قال : انطلقنا حجّاجا فدخلنا المدينة فقلنا : لو دخلنا على ابن رسول الله صلىاللهعليهوسلم الحسن فسلّمنا عليه فدخلنا عليه فحدّثناه بمسيرنا وحالنا ، فلما خرجنا من عنده بعث إلى كل رجل منا بأربع مائة أربع مائة ، فقلنا للرسول : إنا أغنياء وليس بنا حاجة ، فقال : لا تردّوا عليه معروفه. فرجعنا إليه فأخبرناه بيسارنا وحالنا فقال : لا تردّوا عليّ معروفي فلو كنت على غير هذه الحال كان هذا لكم يسيرا أما إني مزوّدكم : إن الله يباهي ملائكته بعباده يوم عرفة (٢) فيقول : عبادي جاءوني شعثا تتعرّضون لرحمتي فأشهدكم أنيّ قد غفرت لمحسنهم وشفعت محسنهم في مسيئهم وإذا كان يوم الجمعة فمثل ذلك.
قال وأنا علي بن محمّد ـ يعني ـ المدائني عن أبي جعدبة عن ابن أبي مليكة ، قال : تزوج الحسن بن علي خولة بنت منظور فبات ليلة على سطح أجم (٣) فشدّت خمارها برجله ، والطرف الآخر بخلخالها ، فقام من الليل فقال : ما هذا؟ قالت : خفت أن تقوم من الليل بوسنك (٤) فتسقط فأكون أشأم سخلة على العرب ، وأحبّها ، فأقام عندها سبعة
__________________
(١) بالأصل «القاسم» والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(٢) الخبر إلى هنا في سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٦١.
(٣) أجم : كل بيت مربع مسطح (القاموس).
(٤) الوسن والوسنة والسنة : شدة النوم أو أوله ، أو النعاس (القاموس).