الحسين بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، نا عبيد الله بن محمّد التميمي ، نا عبيد الله بن عباس ، عن شيخ من بني جمح ، عن رجل من أهل الشام قال : قدمت المدينة فرأيت رجلا جهري كحالة (١) فقلت : من هذا؟ قالوا : الحسن بن علي. فحسدت والله عليا أن يكون له ابن مثله قال : فأتيته فقلت : أنت ابن أبي طالب؟ قال : أبي ابنه. فقلت : بك وبأبيك وبك وبأبيك. قال : وأزم (٢) لا يردّ إليّ شيئا ، ثم قال : أراك غريبا فلو استحملتنا حملناك ، وإن استرفدتنا رفدناك ، وإن استعنت بنا أعنّاك. قال : فانصرفت والله عنه وما في الأرض أحد أحبّ إلي منه.
قال : ونا ابن أبي الدنيا ، حدثني سليمان بن أبي شيخ ، حدّثني أبي وصالح بن سليمان ، قالا : قدم رجل من المدينة وكان يبغض عليا فقطع به فلم يكن له زاد ولا راحلة فشكا ذلك إلى بعض أهل المدينة ، فقال له : عليك بحسن بن علي ، فقال له الرجل : ما لقيت هذا إلّا في حسن؟ وأبي حسن فقيل له : فإنك لا تجد خيرا [إلّا] منه فأتاه فشكا إليه ، فأمر له بزاد وراحلة ، فقال الرجل : الله أعلم حيث يجعل رسالاته.
وقيل للحسن : أتاك رجل يبغضك ويبغض أباك فأمرت له بزاد وراحلة قال : أفلا أشتري عرضي منه بزاد وراحلة.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، أنا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك ، أنا عبيد الله بن الوليد الوصّافي (٣) ، عن أبي جعفر ، قال : جاء رجل إلى الحسين بن علي فاستعان به على حاجة فوجده معتكفا فقال : لو لا اعتكافي خرجت معك فقضيت حاجتك.
ثم خرج من عنده فأتى الحسن بن علي فذكر له حاجته فخرج معه لحاجته ، فقال : أمّا إني قد كرهت أن أعينك في حاجتي ولقد بدأت بحسين ، فقال : لو لا اعتكافي لخرجت معك. فقال الحسن : لقضاء حاجة أخ لي في الله أحبّ إليّ من اعتكاف شهر.
__________________
(١) كذا.
(٢) مهملة بالأصل ، وفي المختصر : «وأرم» وفي المطبوعة «وأزم» وبالحاشية فيها أي : سكت.
(٣) هذه النسبة ـ ضبطت عن الأنساب ـ إلى وصّاف ، اسم جماعة منهم الوصاف بن عامر العجلي ، ذكره السمعاني فيمن انتسب إليه ، وترجم له.