قبله ، بعثه على جيش وكان ذلك أول ما جرّب أسامة في قتال فلقي فقاتل فذكر منه بأس. قال أسامة : فأتيت النبي صلىاللهعليهوسلم وقد أتاه البشير بالفتح فإذا هو متهلل وجهه فأدناني منه ثم قال : «حدّثني» ، فجعلت أحدّثه فقلت : فلما انهزم القوم أدركت رجلا فأهويت إليه بالرمح فقال : لا إله إلّا الله فطعنته فقتلته فتغيّر وجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال : «ويحك يا أسامة فكيف لك بلا إله إلّا الله؟» فلم يزل يردّدها عليّ حتى لوددت أني أسلب (١) من كلّ عمل عملته واستقبلت الإسلام يومئذ جديدا ، فلا والله لا أقاتل أحدا قال لا إله إلّا الله بعد ما سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم [٢٠٩٩].
قال : وأنا ابن سعد (٢) ، أنا الفضل بن دكين ، نا حنش ، قال : سمعت أبي يقول : استعمل النبيّ صلىاللهعليهوسلم أسامة بن زيد وهو ابن ثمان عشرة سنة.
حدثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري ، نا ابن عائذ ، نا الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة قال : وكان أسامة بن زيد قد تجهز للغزو وخرج ثقله إلى الجرف فأقام تلك الأيام لوجع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أمّره رسول الله صلىاللهعليهوسلم على جيش عامتهم المهاجرون فيهم عمر بن الخطاب ، أمره رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يغير على أهل مؤتة وعلى جانب فلسطين حيث أصيب زيد بن حارثة ، فجلس رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى ذلك الجذع واجتمع المسلمون يسلمون عليه ويدعون له بالعافية فدعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أسامة بن زيد فقال : «اغد على بركة الله والنصر والعافية ، ثم أغد حيث أمرتك أن تغير» ، قال أسامة : بأبي أنت قد أصبحت مفيقا ، وأرجو أن يكون الله قد شفاك ، فائذن لي أن أمكث حتى يشفيك الله ، فإني إن خرجت على هذه الحال خرجت وفي قلبي فرحة من شأنك وأكره أن أسأل عنك الناس ، فسكت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلم يراجعه وقام فدخل بيت عائشة [٢١٠٠].
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي ، نا أحمد بن عمران بن موسى ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط (٣) ،
__________________
(١) في ابن سعد : انسلخت.
(٢) طبقات ابن سعد ٤ / ٦٦.
(٣) تاريخ خليفة ص ١٠٠ تحت عنوان إنفاذ جيش أسامة.