سالم ، عن ابن عمر أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «أسامة أحبّ الناس إليّ ما حاشا فاطمة ولا غيرها» (١) [٢٠٨٠].
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل الفقيه ، أنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري ، أنا أبو علي زاهر بن أحمد (٢) ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي (٣) ، نا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزّهري ، نا مالك بن أنس (٤) عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن ، عن فاطمة بنت قيس ، أن أبا عمرو بن حفص طلّقها البتّة ، وهو غائب بالشّام ، فأرسل إليها وكيله بشعير فتسخّطته فقال : والله ، ما لك علينا من شيء ، فجاءت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فذكرت ذلك له فقال : «ليس لك عليه نفقة» فأمرها أن تعتدّ (٥) في بيت أمّ شريك ، ثم قال : «تلك المرأة يغشاها أصحابي ، اعتدّي عند ابن أمّ مكتوم ، فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك ، فإذا حللت فآذنيني» قالت : فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان ، وأبا جهم خطباني ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه ، وأما معاوية فصعلوك لا مال له ، أنكحي أسامة بن زيد» قالت : فكرهته ، ثم قال : «انكحي أسامة» فنكحته فجعل الله فيه خيرا ، واغتبطت به [٢٠٨١].
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، أنا أبو علي الحسن بن علي التّميمي ، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل (٦) حدثني أبي ، نا وكيع ، نا سفيان سمعه من أبي بكر بن أبي الجهم قال : سمعت فاطمة بنت قيس قالت : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا حللت فآذنيني» فآذنته ، فخطبها معاوية بن أبي سفيان وأبو الجهم وأسامة بن زيد ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أما معاوية فرجل ترب لا مال له ، وأما أبو الجهم فرجل ضرّاب للنساء ، ولكن أسامة بن زيد (٧)» ـ قال : فقالت بيدها هكذا
__________________
(١) في سير الأعلام ١ / ٤٩٩ برواية : «أحب الناس إليّ أسامة ...» انظر تخريجه فيه.
(٢) له ترجمة في سير الأعلام ١٦ / ٤٧٦.
(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٧١ (٣٩).
(٤) موطأ مالك ص ٣٠٩ ح ١٢٢٨ في الطلاق باب ما جاء في نفقة المطلقة.
(٥) عن موطأ مالك وبالأصل : تقعد.
(٦) مسند أحمد ٦ / ٤١٢.
(٧) قوله : «بن زيد» سقطت من المسند.