سلمة (١) عن أبيه أخبرني أسامة بن زيد قال : جاء العباس وعليّ يستأذنان على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هل تدري ما جاء بهما»؟ فقلت : لا ، قال : «لكنّي أدري : ائذن لهما» فدخلا فقال عليّ : يا رسول الله : من أحبّ أهلك إليك؟ قال : «فاطمة» ، قال : إنما أعني من الرجال؟ قال : «من أنعم الله عليه وأنعمت عليه أسامة» ، قال : ثم من؟ قال : «ثم أنت» قال العباس : يا رسول الله : جعلت عمك آخرهم؟ قال : «إن عليا سبقك بالهجرة (٢)» [٢٠٧٤].
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن الموحد ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمد ، نا أحمد بن منصور ، نا يحيى بن حمّاد ، أنا أبو عوانة ، عن عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه قال : أخبرني أسامة بن زيد أن عليا قال : يا رسول الله ، أيّ أهلك أحب إليك؟ قال : فاطمة ، قال : إنما أسألك عن الرجال ، قال : «من أنعم الله عليه وأنعمت عليه أسامة بن زيد» قال : ثم من قال : «ثم أنت (٣)» [٢٠٧٥].
أخبرناه عاليا بطوله أبو سهل بن سعدويه ، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن ، أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب ، أنا محمد بن هارون ، نا خالد بن يوسف بن خالد أبو الربيع السّمتي (٤) ، نا أبو عوانة ، عن عمر ، عن أبي سلمة اخبرني أسامة بن زيد قال : مررت فإذا علي والعباس قاعدين في المسجد فقالا : يا أسامة استأذن لنا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : فدخلت فقلت : يا رسول الله هذا علي والعباس على الباب يستأذنان فقال : «هل تدري ما جاء بهما» قال : قلت : لا والله يا رسول الله ، قال : «ولكني أنا قد علمت ما جاء بهما فأذن لهما» قال : فدخلا فجلسا ، فقال علي : يا رسول الله ، جئناك نسألك : أيّ أهلك أحبّ إليك؟ قال : «أحب أهلي إليّ فاطمة بنت محمد» ، قال علي : لا والله ما نسألك عن أهلك ، قال : «فأحب أهلي إليّ من أنعم الله عليه وأنعمت عليه لأسامة بن زيد» قال علي : ثم من يا رسول الله؟ قال : «ثم أنت» ، قال : فقال العباس بن
__________________
(١) ترجمته في سير الأعلام ٦ / ١٣٣ (٤٣).
(٢) الحديث في سير الأعلام ١ / ٤٩٨ وانظر تخريجه فيه.
(٣) أخرجه الترمذي ح ٣٨١٩.
(٤) ضبطت عن الأنساب ، هذه النسبة إلى السمت والهيئة.